عندما أكد عضو اللجنة المركزية لحركة ‹فتح› عزام الأحمد بالأمس في المؤتمر الصحفي الذي عقده في مقر مفوضية الإعلام والثقافة لحركة فتح في رام الله أن مرسومان رئاسيان سيصدران حول الانتخابات وحكومة الكفاءات في آذار القادم بات لنا من طريقة حديثه وحماسه أن آذار القادم لناظره رقيب، وهو على مرمى حجر، فقد كان كعادته واثقاً كل الثقة ..ثقة تسللت إلى نفوس المترقبين والمراقبين والمشككين حتى كادوا أن يعدلوا عن شكوكهم بملف المصالحة التي أصحبت كقصة "الراعي والغنامات"، وحتى كادوا أن يتحولوا عن تكذيبهم الثابت بها.
وقال الأحمد في المؤتمر إنه اتفق مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة ‹حماس› موسى أبو مرزوق على عقد أول جلسة حول تشكيل الحكومة بين الحركتين يوم 19 من شهر شباط الجاري، وبين أن الاجتماع الذي عقد في القاهرة مؤخرا، هو "اجتماع للجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير ولا علاقة له بالمصالحة، لأن هذه اللجنة أسست وفق إعلان القاهرة قبل الانقسام، وهي تقليد فلسطيني منذ العام 1969". وتساءل الأحمد، "لماذا التشاؤم؟ فتنفيذ بنود اتفاق المصالحة بدأ منذ يوم التاسع من الشهر الماضي، حيث بدأت لجنة الانتخابات المركزية ولجنة الحريات ولجنة المصالحة المجتمعية عملها، وأمس، بدأ لأول مرة منذ 6 سنوات أحد أهم عناوين وحدة الشعب في الضفة وغزة وهو تحديث السجل الانتخابي." لكن أمام هذا التفاؤل مشهد واقعي على الأرض فموضوع المصالحة الحالي لا يحظى بأي اهتمام من الشارع الفلسطيني الذي مل التصريحات المتعلقة بتنفيذها لكنه لا يرى أي مؤشر حقيقي على ذلك، وكل ما يراه هو بيع للكلام وسط حالة جديدة باتت تسمى "إدارة الانقسام "وليس السعي لإنهائه، وذلك لأنه وفي كل لقاء تفشل الأطراف المجتمعة في الاتفاق على ما اجتمعوا للاتفاق بشأنه، ويعودون مجدداً للمربع الأول في كيل الاتهامات وتحميل مسؤولية فشل المحادثات كل منهما للآخر، فيما يجعل موضوع المضي في عملية المصالحة، مسألة رفع عتب أمام الشعب الفلسطيني الذي يحملهما بدوره تراجع القضية الفلسطينية، بل وضياعها. والحقيقة الثابتة أنه لا يمكن النظر إلى موضوع المصالحة الفلسطينية بمعزل عن العوامل والظروف المحيطة، أولها الحكومة الإسرائيلية القادمة، وزيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما المرتقبة، وحتى القلاقل الإقليمية ودور الأطراف العربية وتأثير اللجنة الرباعية، وفي هذا السياق يستخدم كل من فتح وحماس ما يراه مناسباً من حجة لدى الآخر لتعطيل المصالحة، ففتح ترى أن حماس لديها خلافات داخلية وأنها لا تريد أن تحتكم مجددا ً لصناديق الاقتراع قبل أن تضمن فوزها فيها مجدداً، خوفاً من أن تخذلها هذه المرة وباسم الشرعية أيضا ً، وهي تريد إبقاء سيطرتها على غزة وبالتالي استمرار سلطتها هناك، بينما ترى حماس أن فتح محكومة للقرار الأمريكي الإسرائيلي، الذي لا يمكن أن يسمح بتحقيق مصالحة تعطل مصالحه ولا تكون جزءاً في سياق الدفع باتجاه "المفاوضات والعملية السلمية". إن موضوع تحقيق المصالحة على الأرض بحاجة إلى إيمان حقيقي من قبل الطرفين فتح وحماس بالمصلحة الوطنية العليا التي تقتضيها القضية الفلسطينية وشعبها الذي يدفع وحده فاتورة هذا الانقسام يومياً، والترفع عن المصلحة الفئوية والحزبية والجهوية، وتلك الخاضعة للقوى الإقليمية والدولية، وإلا فإن أي عملية انتخابات أو تشكيل لحكومة وحدة، لن يكون سوى أمرا ًشكلياً، بحيث يظل الانقسام تحت بدلة جديدة وأنيقة، لذا فإن الرغبة في تحقيق المصالحة هو أمر ثابت..لكن المتحول هو ما نقدمه بالفعل من أجل تحقيقها. اقرأ المزيد...
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
تاريخ النشر: 2013/4/10
بقلم: مفتاح
تاريخ النشر: 2013/4/3
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
تاريخ النشر: 2013/3/25
|