زاوية تضم مقابلات خاصة تجريها "مفتاح" مع فئات مختلفة من المشاركين/ات في النشاطات التي تنظمها، لرصد مدى استفادتهم منها وتأثرهم بها، ومعرفة كيف انعكست مشاركتهم مع مفتاح على طريقة تفكيرهم وحياتهم حاضراً ومستقبلاً.
×
إيناس علان : 'مفتاح مهدت لنا الطريق للتنفيذ وأفكارنا تحولت إلى مبادرات عملية'
ضمن مشروع "دعم القيادات النسوية الشابة المجتمعية: أصوات من أجل التغيير"، الذي تنفذه المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية- مفتاح، بدعم من القسم الثقافي في القنصلية الأمريكية العامة في القدس، نظمت مفتاح سلسلة من التدريبات التي استهدفت خلالها ثلاث مجموعات من الفتيات المشاركات في هذا المشروع من مختلف مناطق الضفة الغربية، في بناء القدرات في التعامل مع الإعلام والضغط والمناصرة، بالإضافة إلى التشبيك وبناء التحالفات والاتصال والتواصل والقيادة والخطاب الجماهيري، من أجل توظيف المهارات المكتسبة في ثلاث مبادرات شبابية، حول العنف ضد المرأة، وبالأخص التحرش الجنسي.
ويأتي هذا المشروع ضمن برنامج "تقوية ودعم القيادات النسوية"، ويهدف لبناء قدرات ودعم مجموعة من الشابات الناشطات في مجال العمل المجتمعي، لاتخاذ المبادرة والتقدم في نشاطهن المجتمعي بجاهزية ونجاح. إيناس علان إحدى المشاركات المتميزات في المشروع، كان لمفتاح معها اللقاء التالي. -مفتاح: بداية عرفينا على نفسك وكيف بدأت نشاطك مع مؤسسة مفتاح؟ إيناس علان من مدينة القدس عمري 21 عام، أدرس خدمة اجتماعية في جامعة القدس، أرى نفسي فاعلة مجتمعيا حيث تطوعت مع العديد من المؤسسات مثل مؤسسة مفتاح وسوا ومركز القدس للمرأة . نشاطي مع مؤسسة مفتاح بدأ تقريبا مع بداية عام 2013، كانت تجربة ممتعة ومفيدة وأتوقع أن تكون ممتعة أكثر خلال الأيام المقبلة لأننا سنطبق مع اكتسبتاه طيلة الفترة الماضية. -مفتاح: حديثنا أكثر عن المشروع الذي تشاركين به حالياً مع مؤسسة مفتاح والمبادرة التي تنوون تنفيذها؟ اسم المشروع " القيادات النسوية الشابة" وتقوم فكرته بالأساس على طرح مبادرات من فتيات ناشطات مجتمعيا والعمل على تطبيق هذه المبادرات. اجتزت لغاية الآن ثلاثة تدريبات عن الإعلام والمناصرة والتشبيك. بالنسبة لمبادرتنا تحديدا، نحن مجموعة فتيات اتفقنا على تنفيذ مباردة لمحاربة التحرش بعنوان "لا للتحرش"، ننوي القيام بعدة نشاطات لتنفيذها، بداية سوف نعقد لقاءات جماهيرية في جامعات( بيرزيت، القدس، وجامعة القدس المفتوحة في أريحا) وستكون هذه اللقاءات بمشاركة عدة مؤسسات من ضمنها مؤسسة مفتاح للتحدث عن موضوع التحرش من ناحية قانونية دينية واجتماعية وسنقوم أيضا بإشراك حالات تعرضت للتحرش، وفي نهاية اللقاءات سوف نخرج برسائل وسنقدمها من خلال وقفة احتجاجية لمحافظي المدن الثلاث التي سنتواجد فيها من أجل إيجاد الحلول العملية للمشكلة بتفعيل القوانين التي تعاقب على التحرش إن وجدت أو بمعنى آخر تفعيل دور السلطات والأجهزة الأمنية لمواجهة هذه المشكلة، كما أننا سنقوم بطباعة بوسترات حول الموضوع وإنتاج مقطع فيديو قصير يوصل رسالتنا لنقوم بعرضه في الجامعات وعدد من وسائل الإعلام التي نعمل على التشبيك معها. -مفتاح: كيف تتوقعين ردة فعل الجمهور على هذه المبادرة نظرا لحساسية موضعها نوعا ما؟ نتوقع أن نثير حفيظة البعض على اختيارنا لهذا الموضوع، كونه موضوع حساس ولكن نطمح أن نقدمه لهم بشكل جديد ومختلف وأكثر نجاعة. -مفتاح: ما هو التأثير الأكبر أو الفارق الذي أحدثه المشروع في شخصيتك؟ بالنسبة لي ما اكتسبته كان مؤثرا جدا خاصة أنه يتقاطع مع مجال تخصصي وهو الخدمة الاجتماعية، وفعلياً أنا أقوم بتنفيذ مبادرة متكاملة قبل أن أتخرج وهذا يعطيني خبرة عملية مهمة ويفتح لي آفاق مستقبلية لسوق العمل، فأنا أرى في نفسي الجاهزية الآن لترأس أي مبادرة والإشراف على تنفيذيها. وأهم ما يميز التدريبات أنها كانت عملية جداً، مثلاً تدريب دعم المناصرة كان تدريب واقعي جداً مهد لنا الطريق للتنفيذ وللعمل على أرض الواقع وزاد من قدرتي على استغلال كافة الموارد والأطراف المحيطة لجعل أفكاري ومبادراتي تدخل حيز التنفيذ بمعنى آخر شعرت بأنني أصبحت فتاة عملية أكثر، وأيضا تدريب الإعلام كشف لي عن أشياء موجودة في شخصيتي لم أعرفها من قبل، إضافة إلى أن هذا المشروع جعلني أوسع علاقاتي الاجتماعية وأتعرف على فتيات من مختلف المناطق الفلسطينية. -مفتاح: ما الذي يدفعك للتطوع والرغبة بالمشاركة المجتمعية الفاعلة؟ أشعر بأن العمل التطوعي والنشاطات المجتمعية من شأنها أن تطور شخصيتي وهذا فعلا ما بدأت أشعر به تدريجيا، ففي كل تجربة أكتسب ما هو جديد، وأنا على قناعة بأن العمل والتغيير يجب أن يبدأ من ذات الشخص فإذا لم نبدأ بأنفسنا لن نستطيع تغيير المجتمع. -مفتاح: كيف تقيمين دور مؤسسة مفتاح في تقوية القيادات النسوية الشابة بين عدد من مؤسسات المجتمع المدني الأخرى ؟ في الحقيقة لمؤسسة مفتاح تأثير كبير على أرض الواقع ولها أسمها وحضورها بين مؤسسات المجتمع المدني، فمثلا حينما أذهب للتطوع في مؤسسات أخرى وأخبرهم أنني أتلقى تدريبا مع مفتاح يطرون على مفتاح بشكل كبير، كما أن ما يميز تدريبات مفتاح أنها تحفزنا للعمل، فهي تحرص أن لا ينتهي دورها بمجرد انتهاء التدريب بل الحرص على متابعتنا ونحن نطبق مبادراتنا وأفكارنا على أرض الواقع وهذا هو الفارق الأكبر عن المؤسسات الأخرى. سأحرص دوماً على المشاركة مع مؤسسة مفتاح والاستمرار معها في مختلف المشاريع.
×
المشاركات في 'التشبيك وبناء التحالفات' 'التدريب شجعنا على المبادرة وكشف نقاط قوتنا'
رام الله- ضمن مشروع "دعم القيادات النسوية الشابة المجتمعية: أصوات من أجل التغيير"، الذي تنفذه المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية – مفتاح، وبدعم من القسم الثقافي في القنصلية الأمريكية العامة في القدس، اختتمت مفتاح تدريبا حول "التشبيك وبناء التحالفات"، على مدى ستة أيام خلال شهر أيلول الجاري في كل من نابلس ورام الله وبيت لحم بمشاركة ما يقارب ال 50 مشاركة.
وقالت كريستن هافرت، المتخصصة في مجال التطوير وبناء استراتيجيات التواصل: "أسعى لمشاركة تجربتي في العمل مع النساء في 75 بلداً، مع الفتيات الفلسطينيات، وأنا سعيدة جداً بالعمل معهن في هذا التدريب وفي إطلاق مبادراتهن من أجل الدفاع عن حقوقهن وعن حقهن في الحصول على المعلومات وغيرها من حقوقهن المجتمعية، وهذا من الممكن أن يتحقق شيئا ًفشيئاً ولا يحتاج بالضرورة إلى وقت طويل، إذا ما تكاتفت النساء مع بعضهن لتحقيق إنجازات على المستوى البسيط". وأكدت هافرت "أن النساء الفلسطينيات يتميزن بالحراك الفاعل، والمشاركة الجيدة، رغم ما يواجهنه من تحديات فردية، وأن لديهن الإمكانيات التي تخولهن لمواجهة الثقافة المجتمعية السائدة، التي تحرمهن في معظم الأحيان من حقوقهن، مشيرة إلى أن النساء بحاجة لأن يثقن بقدراتهن، كما عليهن أن يدعمن بعضهن للدفاع عن أنفسهن وحقوقهن". وشرحت هافرت عن كيفية بناء التحالفات والائتلافات، والتواصل الاستراتيجي، وتحدثت عن أفضل استخدام لشبكة العلاقات المجتمعية، من أجل دعم ومناصرة قضاياه المرأة، وبالأخص المبادرات التي ستعمل عليها المشاركات في الشهرين القادمين. وتحدثت المشاركة ولاء الكيلاني من نابلس، "عن أهمية التدريب في تسليط الضوء على نقاط الضعف والقوة لدى المشاركين، والبحث في آلية التأثير من خلال التحالفات أو الحملات التي تدعو لتبني قضية معينة، فكثير من المبادرات تفشل ولا يكتب لها الاستمرار بسب عدم الإعداد المسبق والجيد". وفيما يلي مجموعة من المشاركات اللواتي عبرن عن استفادتهن وسعادتهن بالمشاركة في هذا التدريب وما سبقه من تدريبات في ذات المشروع: فبالنسبة لأميرة عوض الله من بيت لحم، فأكدت" لقد تعلمت من التدريب بعض الخطوات التي ينبغي أن يتم اتباعها عند الإعداد لأي مبادرة، والآن أستطيع أن أبادر من جديد مع مزيد من الثقة، كما أن التدريب كان مميزاً، لأنه معظم التدريبات التي نتلقاها تكون نظرية، بعكس هذا التدريب الذي يوفر لنا الفرصة لممارسة العمل على أرض الواقع من خلال مبادرة لحملة لرفض التحرش، سنبدأ العمل عليها خلال المرحلة القادمة". وأضافت أميرة "أن استقدام مدربة خبيرة ومتخصصة، كان أحد أسباب نجاح التدريب، لأن رؤية الشخص من خارج المجتمع تكون أشمل وأوسع من المقيمين فيه، كما أن التدريب كان شاملاً ومكثفاً وغطى مختلف الجوانب التي سنحتاجها في حملتنا". المشاركة أنصار مصطفى من جنين تقول: "لقد ساعدتني التدريبات والناس الذين قابلتهم على تقوية شخصيتي وغيرت بعض الأفكار التي كانت بمثابة أمور ثابتة وغير قابلة للتغير". فيما تشير الطالبة الجامعية أميمة عمور من جنين أيضاً: "جميع التدريبات التي تلقيتها ساهمت في تطوير شخصيتي، وخصوصا الجانب المهني. على سبيل المثال، أول تدريب على وسائل الإعلام ساعدني كثيرا في مقابلات العمل لدي. فيما قدمت التدريبات الأخرى معلومات مفصلة عن مصطلحات مهمة، مثل الشبكات والتحالفات والطرق الصحيحة التي تعطي أي مبادرة أو حملة أو مشروع فرص أعلى لتحقيق النجاح، وحتى أكثر نجاحا من غيرها". أما سحر داهش، من قرية النصارية في محافظة نابلس، فتحدثت عن انطباعها عن التدريب قائلة: "كان التدريب مفيدا جدا بالنسبة لي في نواح كثيرة، وخصوصا في كيفية العمل في إطار مبادرة واحدة، والأساسيات والمهارات التي تعتبر مهمة لنجاح أي مبادرة. تعلمت أيضا عن الآليات والمهارات المستخدمة في الدعوة وكسب التأييد. وبالإضافة إلى ذلك، تعلمنا كيفية بناء الشبكات والتحالفات مع المنظمات الأخرى في هذا المجال، وكيفية الوصول إلى صناع القرار. كان ممتازا وممتعا" أما بالنسبة للمشاركة داليا أحمد، فتحدثت عن التدريب قائلة "لقد تعلمت كيفية التخطيط المسبق والدقيق لأي مشروع أنوي البدء به، وتدربت على التحدث أمام الحضور والجرأة في عرض وشرح ما أريد قوله". تسنيم ادكيدك من القدس أوضحت أنها "استفادت من التدريبات التي قدمت من خلال المشروع، فتدريب التعامل مع الإعلام الذي قدمته أيفون فادني في دراستي الإعلامية، وكذلك التدريب الذي تلقيناه مع المدربة كريستين هافرت، حيث حصلت على معلومات هامة منه واستفدت منه على مستويات عدة مهنية واجتماعية". جدير بالذكر أن المجموعات الثلاث المستهدفة من هذا المشروع والذي يأتي ضمن برنامج "تقوية ودعم القيادات النسوية"، تلقت تدريبات بناء قدرات في التعامل مع الإعلام والضغط والمناصرة، بالإضافة إلى تدريب "التشبيك وبناء التحالفات"، من أجل توظيف المهارات المكتسبة في ثلاث مبادرات شبابية، حول العنف ضد المرأة، وبالأخص التحرش الجنسي. حيث يهدف المشروع بالأساس إلى بناء قدرات ودعم مجموعة من الشابات الناشطات في مجال العمل المجتمعي، لاتخاذ المبادرة والتقدم في نشاطهن المجتمعي بجاهزية ونجاح.
×
الرفاعي: 'وجدت في الشبكة ما كنت أبحث عنه ومفتاح تبني جسور التواصل وتهدم حواجز الاختلاف'
تسعى المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية- مفتاح، وبالشراكة مع الممثلية الإيرلندية والممثلية النرويجية ومركز تطوير المنظمات الأهلية الفلسطينيةNDC ، ومن خلال برنامج تقوية ودعم القيادات الشابة، إلى تمكين الشباب من المشاركة المجتمعية الفاعلة والمثمرة، وإتاحة الفرصة لهم للمساهمة في عملية التغيير والتطوير في فلسطين على المستويين السياسي والاجتماعي.
"مفتاح" ومن خلال البرنامج التقت بالشاب أنصار الرفاعي أحد الفاعلين والمشاركين فيه، والذي حدثنا عن تأثره بما تلقاه من تدريب، وعن انضمامه إلى شبكة الشباب الفلسطيني الفاعل سياسيا ومجتمعيا، وكيف انعكس ذلك على تفكيره وعمله المجتمعي وعلاقته بمحيطه رغم انضمامه منذ فترة قصيرة. وتضم الشبكة مشاركين من معظم الفصائل الفلسطينية، ومن عدد من الجامعات والكليات الفلسطينية المتمثلة بـ (جامعة النجاح الوطنية، جامعة بيت لحم، الجامعة الأهلية، جامعة الخليل، الجامعة العربية الأمريكية، جامعة القدس، جامعة القدس المفتوحة، كلية العروب التقنية، الكلية العصرية)، وقد أجرت “مفتاح” مع الرفاعي اللقاء التالي. س1/ مفتاح: بداية عرفنا على نفسك وكيف بدأت مع "مفتاح"؟ أنصار خليل الرفاعي من مواليد 1992، ومن سكان محافظة رام الله والبيرة، وطالب في القدس المفتوحة سنة ثانية إدارة أعمال، وأنا ناشط طلابي، ولا أنتمي لأي فصيل سياسي، باستثناء دعمي لبعض الأفكار في إطار العمل السياسي الطلابي فحسب. وقد تعرفت على "مفتاح" قبل أربعة أشهر، وتلقيت في البداية تدريباً لمدة 10 أيام، ارتكز على منهجية "قومي"، منهجية التحويل المجتمعي في حالات الصراع والتخطيط الاستراتيجي بالمشاركة، ومن ثم أصبحت جزءاً من الشبكة. س2/ مفتاح: هل أحدثت مشاركتك مع "مفتاح" أي تغير في شخصيتك؟ بلا شك، لقد كان لمشاركتي في تدريبات ولقاءات "مفتاح"، تغيرات إيجابية على شخصيتي ووعي وفكري، فأصبحت أنظر إلى الأمور بعيدا ًعن السطحية، وعن رؤية رأس الجبل الجليدي فحسب، بل البحث في العمق، والبحث عن الأسباب والدوافع وراء أي سلوك أو فكرة، وقد طبقت المنهجية على مستويات عدة، الاجتماعي والفكري ولم أقصرها على السياسي فحسب، فأصبحت أكثر قبولا ًللآخر وتفهماً لاحتياجاته وأكثر تعاطفاً مع الآخرين وتفكراً في ظروفهم ودواعي تصرفاتهم، وهذا انعكس على مختلف مناحي حياتي واهتماماتي الثقافية والفكرية وكذلك السياسية، بالاستناد إلى النقد والتحليل. كما أصبحت مقرباً من أصدقائي ولدي المقدرة على التعامل معهم بشكل أفضل، فأصبحت قادراً على حل المشكلات بينهم. وقد ساعد في ذلك أن المشاركين في تدريبات البرنامج وكذلك أعضاء الشبكة كانوا من خلفيات وثقافات وفصائل مختلفة، لكنهم في الوقت ذاته لم يكونوا متعصبين لآرائهم ولا مجرد شباب معبئ فصائلياً، وحاولنا بالتالي العمل على تقريب وجهات النظر. س3/ مفتاح: هل هناك تشجيع من الأهل على نشاطاتك المجتمعية؟ بالتأكيد، والدي كان ناشطاً نقابياً ويتواصل مع الشباب باستمرار، وكذلك فإن والدتي مديرة مدرسة، ووجود عائلة واعية ومتعلمة حولي أسهم بتشجعي بشكل كبير، وحثي المتواصل على العمل المجتمعي.
س4/ مفتاح: ما نشهده من أمراض مجتمعية كالتعصب للرأي وعدم قبول الآخر، بل وإقصاءه وتهميشه بين الجيل الشباب، هل هو برأيك موروث اجتماعي، أم أنها ظواهر تولدت وتفاقمت نتيجة لمجموعة من الظروف الراهنة؟ بالفعل هو مرض بدأ يتفشى في المجتمع، وللأسف فقد خلقت الفصائل في الفترة الأخيرة أنصاف وطنيين، وأنصاف مثقفين في محاولة للدفاع عن الفصيل، وبناء جدران مع الفصائل الأخرى بدلا من الجسور، وأصبح الشباب بالتالي شبه معدوم الرؤية والفكر، ومجرد تابع ومنقاد لقادة الفصائل بدون وعي، والمؤسف أن الكثير من القادة مستفيدين من هذا الوضع، بما يتيح تمرير أجنداتهم الشخصية وغيرها، واستغلال الطاقات الشبابية، دون تحمل أي مسؤولية اجتماعية تجاه هؤلاء الشباب، لكن الحقيقة أنني وجدت عكس ذلك في الشبكة ووجدت ما كنت أبحث عنه من إعطاء الشباب الفرصة للعمل والتفكر والتواصل سياسياً واجتماعياً. س5/مفتاح: برأيك هل القيادات تستغل الشباب للحفاظ على كرسيها وتسخرهم كأداة لتحقيق أهداف الفصيل، أم أن الشباب هو من يتحمل مسؤولية تقاعسه عن العمل لانتزاع فرصته من القادة؟ الحقيقية أن حب السلطة والنفوذ هو طبيعة إنسانية، لكن في النهاية هناك محاولات لطمس العقول من قبل بعض المسؤولين وتحت مسميات مختلفة، حتى يحافظوا على كراسيهم، ويتصدر الشباب للعمل القاعدي، في المقابل فإن الشباب لن يحتاج للتمرد إذا ما تمت تلبيه احتياجاته المجتمعية، من تعليم وتوظيف وخدمات وتوعية فكرية وثقافية، لكن ما يحدث العكس، فالقادة متمسكين بمناصبهم دون توفير الحد الأدنى من متطلبات الشباب الأساسية، لكن في ذات الوقت فإن الشباب ملام على قبوله بأن يتحول إلى مجرد أداة للفصيل، ويُسير للعمل دون أن يكون له هدف حقيقي ووطني. س6/ مفتاح: ما الدور الذي يمكن أن تلعبه شبكة الشباب الفاعل سياسياً ومجتمعياً من أجل إحداث التغيير؟ الشبكة موجودة حاليا في معظم الجامعات وبين مختلف شباب الفصائل، وهي تبنت منهجية قومي لتحويل الصراع وبالتالي يفترض أن تنتج فكر شبابي يلتقي على هدف واحد وهو العمل من أجل فلسطين أولاً، والبدء الجاد والفعلي بالتغير على أرض الواقع، بمعنى أن تصبح الشبكة هي نقطة الانطلاق. س7/ مفتاح: من خلال ما نراه في ساحات الدول العربية، فإن الشباب تمرد على الأنظمة، لكنه لم يستطع أن يقدم البديل، فهل كان يفتقر إلى الوعي والتحضير النفسي حتى يقود ما بدءه؟ بالنسبة للشباب الفلسطيني بشكل عام فهو غير متمكن، ويتحمل مسؤولية ذلك أكثر من جهة بدءاً بالنظام التعليمي، إضافة إلى الفكر الشبابي المشبع بالنظريات الغربية واستنساخ تقاليد الحياة هناك، حيث يقتصر تأثر الشباب على المظاهر دون غيرها، وهذه العوامل ساهمت في ذلك، مثلاً هناك شباب متحامل أو مصفق لجهة معينة، فقط من أجل أن يجني أكبر عدد من المعجبين على الفيس بوك، فسلوكيات كهذه تعكس الفكر السطحي لدى الشباب. س8/ مفتاح: برأيك من يتحمل مسؤولية كون الشباب سطحياً وليس لديه وعي سياسي ولا يتحمل مسؤولية اجتماعية؟ المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على النظام التعليمي في فلسطين، وكذلك على العديد من المؤسسات الشبابية والتي تصنف نفسها على أنها مسؤولة عن تنمية الشباب، إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني، وأيضا هناك فئة من المسؤولين أنفسهم كبعض رؤساء البلديات والقرى الذين ما زالت عقلياتهم رجعية فهم يحاربون أي أنشطة شبابية، وهذا كله يعزز حالة الكبت لدى الشباب والقابلة للانفجار في أي لحظة. س9/ مفتاح: كيف ترى دور مؤسسة "مفتاح" فيما يخص تنمية الشباب؟ ما يعجبني في مؤسسة "مفتاح" هو الاستمرارية مع المتدربين، فهي لا تمنحنا تدريباً وحسب بل تحرص دائماً على مواصلة أنشطتها معنا، إضافة إلى الوعي الحقيقي الذي تمدنا به، وقد أثبتت مفتاح أنها متميزة، فقد استمعت في البداية إلى مشاكلنا، ودأبت على البحث فيها، فالشبكة كانت العام الماضي تضم 30 فرداً واليوم تضم ما يقارب الـ 70، وهم جميعهم من الشباب الفاعل وليس مجرد عدد فحسب وهذا يزيد من قدرتهم على التأثير في المجتمع. في الختام أود أن أشكر مفتاح، فمنذ مشاركتي معها وأنا أشعر بتغيير إيجابي، ومن الرائع أن أتواجد في هذه الشبكة في ظل مؤسسة متمكنة.
×
عطاونة: ‘مفتاح أضاءت جوانب في شخصيتي ومنحت الشباب الفرصة للاندماج في المجتمع’
ضمن برنامج تقوية ودعم القيادات الشابة، الذي تنفذه المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية- مفتاح، وبالشراكة مع الممثلية الإيرلندية والممثلية النرويجية وصندوق المنظمات الأهلية الفلسطينيةNDC ، والذي تسعى "مفتاح" من خلاله لتمكين الشباب من المشاركة الفاعلة والمثمرة في المساهمة في عملية التغيير والتطوير في فلسطين على المستويين السياسي والاجتماعي، التقت “مفتاح”بالشاب رزق عطاونة أحد الشباب الفاعلين والمشاركين في البرنامج رغم انضمامه منذ فترة قصيرة، إلا أن تميزه وتأثره بالتدريبات التي تلقاها مع “مفتاح”كانا واضحين، حيث أصبح عضوا في شبكة الشباب الفلسطيني الفاعل سياسيا ومجتمعيا.
وتضم الشبكة مشاركين من معظم الفصائل الفلسطينية، ومن عدد من الجامعات والكليات الفلسطينية المتمثلة بـ (جامعة النجاح الوطنية، جامعة بيت لحم، الجامعة الأهلية، جامعة الخليل، الجامعة العربية الأمريكية، جامعة القدسجامعة القدس المفتوحة، كلية العروب التقنية، الكلية العصرية)، وقد أجرت “مفتاح”مع عطاونة اللقاء التالي. س1: بداية عرفنا على نفسك؟ رزق عطاونة عمري 21 سنة، من قرية بيت كاحل إحدى قرى الخليل، وأدرس علاج طبيعي في الكلية العصرية، وأترأس جمعية تنمية الشباب في قريتي، كما أنني ناشط سياسياً، وقد تعرفت على “مفتاح”قبل ثلاثة شهور عن طريق صديق شارك في الدورات التدريبية التي تنفذها المؤسسة للشباب، وخلال هذه الفترة البسيطة تلقيت ستة ورش تدريبية، ارتكزت في معظمها على منهجية "قومي"، منهجية التحويل المجتمعي في حالات الصراع والتخطيط الاستراتيجي بالمشاركة، وتمكنت من خلالها النظر إلى الصراع بعمق، ودراسة كل مراحله من أجل الوصول إلى الحل الممكن، وقد ساعدني ذلك في زيادة قدرتي على تحليل القضايا في محيطي، ومعرفة الاحتياجات اللازمة لحل المشاكل التي تواجهني. س2/ مفتاح: ما هو الفارق الذي لمسته في شخصيتك قبل هذه الورش وبعدها؟ إن المنهجية التي تعرفت عليها مع “مفتاح”كانت منهجية مختلفة، ففي السابق كانت أغلب نشاطاتي عبارة عن تثقيف سياسي وقراءات تاريخية، لكن هذه المنهجية (منهجية قومي) تجعل الشخص ينظر للمستقبل بطريقة أفضل، كما تعرفت على مجموعة من الشباب الناشط سياسيا واجتماعيا وهذا من شأنه أن يفتح لي آفاق اجتماعية ومهنية جديدة. س3/مفتاح: كيف انعكس هذا التدريب على عملك المجتمعي؟ لقد كان نشاطي في القرية مقتصر على التعامل مع الشباب في التنظيمات السياسية، لكن بعد تدريبات “مفتاح”أصبحت أتوجه لشباب من خارج الفصائل للمشاركة في صنع القرار والعمل على تطوير بلدنا، وقد أضاءت “مفتاح”جوانب في شخصيتي، ومكنتني من تقبل الآخر كشريك لأن السائد عندنا في المجتمع هو نظام الاستقطاب وليس نظام الشراكة، لكن الشراكة بالطبع أنجح من الاستقطاب. س4/مفتاح: ما هو تقييمك للمجموعات المشاركة في الورشة وكيف أثرت عليهم برأيك؟ شعرت بتغير ملموس في تفكير المشاركين، فمعظم المشاركين كانوا متعصبين لوجهات نظرهم، وغير مستعدين لتغيريها، لكن بعد فترة معينة من التدريب، أصبح لديهم المقدرة والاستعداد لاستقبال ما هو جديد وسماع حلول تتكيف مع طبيعة المجتمع والصراع القائم. س5/ مفتاح: برأيك ما هو التغيير المطلوب من الشبكة أن تحدثه في المجتمع؟ تسعى الشبكة لخلق مساحة أمام الجميع لاستيعاب الآخر والحرص على عدم ممارسة الإقصاء والاستقطاب، والعمل على تعزيز ثقافة الشراكة عند الشباب والنظر للآخر على أنه شريك، وترسيخ العادات الإيجابية في المجتمع كالعمل التطوعي وقبول الآخر، وأن يكون الشباب الفلسطيني جزءاً من مراكز صنع القرار من أجل التعبير عن أنفسهم وتلبية احتياجاتهم. س6/ مفتاح: بماذا توصي من أجل تفعيل دور شبكة الشباب؟ أقترح أن يوضع برنامج عمل للشبكة يضمن دمج الشباب في المجتمع، بما يتيح لهم الفرصة لدراسة احتياجاته وإعطاء الحلول الممكنة لحل المشاكل القائمة، فشبكة الشباب هي أداة لصنع التغيير، وأنا أوصي بدمج الشباب غير الجامعيين، فمن حق الشباب الذين لم يحالفهم الحظ ولم يستطيعوا دخول الجامعات أن يشاركوا في عملية تغيير المجتمع. س7/مفتاح: هل تعتقد بأن الشباب الفلسطيني لم يأخذ فرصته في المجتمع؟ بالفعل، فالشباب يتم استغلالهم من قبل الساسة وصناع القرار كلون جميل ليزينوا به لوحاتهم، دون الالتفات إلى أن الشباب يستطيع المشاركة في صنع القرار وإحداث التغيير اللازم. س8/ مفتاح: هل يفتقر الشباب للمبادرة؟ أم أن القيادات هي من تتحمل مسؤولية عدم إشراكهم؟ الطرفان ملامان لكن من يتحمل المسؤولية الأكبر هم صناع القرار وعلى الشباب مسؤولية المطالبة بحقوقهم فهم عصب الحراك في المجتمع، والمطلوب من صناع القرار أن يقوموا بتمكين الشباب بدلاً من تهميشهم واستغلالهم كأداة للإعلان أو كسلم يصعدون على ظهره، فالمطلوب منهم تمكين الشباب من خلال الفصائل أولاً وإعطائهم الفرصة للدخول في المؤسسات الرسمية مثل المجلس التشريعي ومجلس الوزراء. س9/ مفتاح: هل شعرت بأن “مفتاح”كانت حريصة على التواصل مع المشاركين؟ من الأسباب التي شجعتني على المشاركة مع “مفتاح”أنها زودتنا ببرنامج واضح لنشاطات السنة بكاملها، بما يساعدنا على الاندماج في المجتمع بشكل فاعل، وبعد أن أهلتننا “مفتاح”أصبحنا قادرين على الاندماج في المجتمع ونستطيع الاعتماد على أنفسنا، فالشباب تتولد لدية الطاقة الإيجابية حينما ينتمي لمؤسسة تحتويه. س10/ مفتاح: كيف السبيل برأيك للخروج من حالة الإحباط واليأس وفقدان الثقة التي يعيشها الشباب؟ الشباب محبط نتيجة لغياب ممارسة العملية الديمقراطية، فالعقد الاجتماعي لا يتجدد، لأن فئة معينة موجودة بالحكم ومراكز صنع القرار وعمل الشباب يقتصر على المبادرات الفردية فحسب، لذا فالشباب الفلسطيني بحاجة لمساحة للتعبير عن نفسه وعن قدراته، وقد كانت تجارب الشباب واضحة في ساحات الثورات العربية، والشباب الفلسطيني لم يبعد أبداً عن ساحات النضال، لذا يتوجب أن تلبى احتياجاته ويتم إشراكه في صناعة القرار، وإلا فأنه سيثور ويتمرد على القيادات التي تهمشه وتقصيه. س11/ مفتاح: برأيك هل يعاني الشباب من أزمة وعي؟ هناك أزمة وعي لدى الشباب، لكن الشباب ليس وحده المسؤول عنها، فالفصائل السياسية مسؤولة كذلك، لأن دورها أن توعي الشباب وتستوعبهم، لكن فصائلنا ومن بعد الانتفاضة الثانية فُرغت من مضامينها، ولم تعد وأسس الاختيار فيها مبنية على الكفاءات، فأصبحت حريصة على الكم وليس النوع، وهذا ما سبب إحباطاً كبيراً ليس للشباب فقط بل للمثقفين الفلسطينيين الذين أبتعد معظمهم عن العمل السياسي المنظم بعد الانتفاضة الثانية. س12/ مفتاح: كيف تقيم مؤسسة “مفتاح”فيما تنفذه في تنمية الشباب؟ أشكر مؤسسة “مفتاح”لأنها أتاحت لي الفرصة للتعرف على هذه "منهجية قومي" ولتوسيع علاقاتي الاجتماعية، وهي مؤسسة جديرة بالاحترام كونها تعمل على أساس الكفاءات وليس الاعتبارات السياسية فهي تبحث عن الشباب الناشط سياسياً واجتماعياً من أجل تمكينهم في المجتمع.
×
شبكة الشباب الفلسطيني: 'مفتاح علمتنا التخطيط الناجح لمستقبلنا وعززت ثقتنا بقدراتنا'
بعد سلسلة من التدريبات واللقاءات التي نظمتها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية- مفتاح، والتي استمرت على مدار عامين ضمن برنامج تقوية ودعم القيادات الشابة، وبالشراكة مع مركز تطوير المنظمات الأهلية الفلسطيني والممثلية النرويجية والآيرلندية، أجمع عدد كبير من المتدربين الذين شكلوا من خلال البرنامج ما بات يعرف بشبكة الشباب الفلسطيني الفاعل سياسيا واجتماعيا، على نجاح التدريبات وأهميتها في تنمية قدراتهم.
وجاء تشكيل شبكة الشباب الفلسطيني الفاعل سياسيا ومجتمعيا إيمانا من المؤسسة بضرورة إيجاد الوسائل والأدوات التي تمكن الشباب الفلسطيني من تجاوز مجمل المعيقات والتحديات التي تواجهه على كافة المستويات، بالإضافة إلى ذلك وحتى تحقق "مفتاح" ما تصبو إليه من مساهمة في بناء مجتمع مدني ديمقراطي حديث، فقد ارتأت المؤسسة التركيز على تمكين القيادات المجتمعية والسياسية الشابة كإحدى استراتيجيات العمل، من خلال تمكينهم من المشاركة المؤثرة، والمبادرة الخلاقة بهدف المشاركة في عملية التغيير المجتمعي. ونتيجة لذلك جاءت فكرة تأسيس الشبكة العام 2012 بمشاركة 40 طالب/ة من القيادات السياسية الشابة من مختلف الجامعات الفلسطينية، أضيف لهم هذا العام مجموعتين من القيادات الفاعلة في الجامعات الفلسطينية ليصل العدد إلى ما مجموعه 70 مشارك/ة. وقالت د. ليلي فيضي-المدير التنفيذي لمؤسسة مفتاح، "إن التدريبات التي تلقتها الشبكة خلال الفترة الماضية تهدف إلى تمكين الشباب من المشاركة الفاعلة والمثمرة في المساهمة في عملية التغيير والتطوير في فلسطين على المستويين السياسي والاجتماعي، وكذلك توفير منبر للشباب لتحويل الصراعات وبناء توافق في الآراء بشأن القضايا الحيوية المختصة في عملية التحول للمجتمع الفلسطيني، لبناء دولة ديمقراطية وكيفية مشاركة الشباب في هذه العملية. عبد الله قدح أحد المشاركين في التدريبات وعضواً في الشبكة قال: "على مدار الورشات المتتالية التي عقدت كان الكل معني بإنجاح التدريب وهذا ما لمسته بالفعل، وأضاف "عملنا طيلة التدريب على وضع خطط لتساعدنا على النجاح في حياتنا المهنية والأهم كيفية تطبيق أفكارنا، وإنتاج فكر خاص بنا، إضافة إلى دراستنا للمعيقات التي تواجهنا سواء داخل المجتمع أو في مجموعة العمل وكيف نحلها، التدريب برأيي كان ممتازاً". وقالت هديل جوابرة من الشبكة: "إن الطريقة المستخدمة في طرح المعلومات من خلال التدريبات جديدة، وغير تقليدية فهي لا تعتمد على تقديم المعلومة فحسب بل على إحداث توازن لدى المتلقي، بحيث يمكنه استيعاب المعلومات ومقارنتها"، أما نجوان أبو نجم وهي عضو في الشبكة أيضاً فرأت بأن التدريب كان ممتازا جدا، وتؤكد مدى استفادتها منه على الصعيد الشخصي، من حيث تحفيز التفكير، إضافة إلى تركيز التدريب على تنمية قدرات المشاركين على حل المشكلات وحل الصراع بطريقة عقلانية، عدا عن تعزيز القدرة على الاندماج والانسجام من خلال العمل الجماعي، والنظرة الأكثر إيجابية لكل ما يحيط بنا. وتشيد نجوان بقدرة المدربين على توجيه الجلسة بشكل يتيح تفاعل كل المجموعات، عدا عن تحفيز المشاركين عبر التركيز على الانجازات الشخصية لكل فرد في المجموعة. ويرى خير برهم من الشبكة بأن الورشة كانت فعالة إلى حد كبير ورؤيتها واضحة، ويقول: "على مدار سنتين كان في كل تدريب إضافة جديدة، وكنا نقترب يوما بعد آخر من تحقيق الأهداف التي وضعناها في بداية الورشة"، ويضيف برهم "الأهم أن الورشة عززت لدينا تقبل الاختلاف بين وجهات النظر، فالمدربون كانوا حريصيين على الربط بين وجهات النظر والمقاربة بينها مهما اختلفت". وتشيد روان شرقاوي من الشبكة بكل ما اكتسبته من الورشة فتقول: "أضافت لي التدريبات الكثير من الناحية الشخصية من خلال تحفيز قدرتي على التحليل والتفكير بعمق، إضافة إلى تعزيز ثقتي بنفسي وتقوية شخصيتي". من جهتها أشارت داليا لهاليه من الشبكة، إلى أن الاختلافات بين المشاركين مهمة بحيث أتاحت المجال للتعرف على أفكار الأحزاب الأخرى وتقبلها والبحث في خلفياتها، الأمر الذي سمح للبعض، بإعادة التفكير في ما كان بالنسبة له ثابتاً وغير قابل للنقاش". ومن هذه الآراء يبدو واضحاً الجهد الذي تقوم به "مفتاح" لتعزيز ثقافة التعددية واحترام الحوار، واحترام الآخر وقبول الاختلاف، وتعزيز ثقة الشباب/ات بأنفسهم وبقدراتهم. يذكر أن المشاركين في التدريبات واللقاءات هم من مختلف الفصائل الفلسطينية، ومن الفاعلين في مجالس الطلبة في عدد من الجامعات والكليات الفلسطينية المتمثلة بـ(جامعة النجاح الوطنية، جامعة بيت لحم، الجامعة الأهلية، جامعة الخليل، الجامعة العربية الأمريكية، جامعة القدس، جامعة القدس المفتوحة، كلية العروب التقنية).
×
خلال عملها ضمن القرار 1325..‘مفتاح’ تسعى لتوفير الحماية للنساء
العوجا- ضمن مشروع "الحماية والمساواة من منظور النوع الاجتماعي"، الذي تنفذه "مفتاح" والممول من صندوق الأمم المتحدة للسكانUNFPA ، تعمل مفتاح على تفعيل القرار الأممي 1325 وذلك من خلال تشكيل الائتلافات ودعمها في المعلومات وبناء القدرات في كل من المحافظات الثلاث (أريحا والأغوار الجنوبية، الخليل ونابلس).
"مفتاح" وبناء على توصية من المؤسسات أعضاء الائتلاف قامت بالتواصل مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في العام 2012، لبحث آليات التعاون والتنسيق في مجال توثيق انتهاكات حقوق الإنسان ضد النساء والفتيات من خلال القرار الأممي 1325، وتم التوافق على أن يتم تدريب مجموعة من أعضاء مؤسسات الائتلاف في المناطق الثلاثة على تعبئة نموذج توثيق انتهاك حقوق الإنسان المعتمد لدى المفوضية ليتم إرساله إليها من خلال "مفتاح"، التي ستقوم بدورها بمتابعة المتدربين في عملهم الميداني وفحص مدى ملائمة نموذج مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في عملية توثيق الانتهاكات بحق النساء والفتيات الفلسطينيات، اللواتي غالبا ما يتعرضن للانتهاك غير المباشر، جراء عمليات الهدم والتهجير ألقسري والمداهمات والاعتقالات للأزواج والأبناء، بالإضافة إلى الهجمات المتكررة من المستوطنين للمناطق المصنفة ج أو Cفي الضفة الغربية. خولة حسن المعروفة ب"أم السعد"، وهي ناشطة نسوية، وإحدى المتدربات على التوثيق والتي تقطن منطقة العوجا التي يصل عدد سكانها إلى حوالي 5 آلاف نسمة، كانت قد أوعزت إلى "مفتاح" بضرورة توثيق انتهاكات حقوق الإنسان، وإلقاء الضوء على ما يجري من انتهاكات ضد النساء في المنطقة وقامت بالمشاركة والتنسيق لزيارة السيدة فاطمة نجادة، التي هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منزلها بحجة البناء بدون ترخيص. "مفتاح" ومن خلال هذه التجربة الميدانية في دعم مؤسسات أعضاء ائتلاف القرار الأممي 1325 في مجال توثيق انتهاكات حقوق الإنسان ضد النساء والفتيات، ارتأت وجوب تطوير نموذج خاص لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان ضمن القرار 1325 بحيث يعمل على توثيق التأثيرات الاجتماعية والصحية والنفسية والاقتصادية للانتهاكات التي تتعرض لها النساء الفلسطينيات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي تحول دون مشاركتها الفاعلة في بناء الدولة. فاطمة محمد حسين نجادة، المعروفة بأم العبد 53 عاماً وهي أرملة منذ ما يقارب الـ 25 عاماً، أم لشابين وفتاة، تعاني من تلف في عمل الكليتين ما يضطرها للذهاب إلى المستشفى لغسلهما يوماً بعد يوم، وهي تعاني أيضاً من أمراض أخرى على رأسها ضعفاً في القلب، هُدم منزلها في شهر أيار الماضي 2013، والذي على ما يبدو يشكل خطراً على "أمن إسرائيل"، وبالتحديد على سكان مستوطنة "نيران"! حسب ما ادعت سلطات الاحتلال بأن الأرض التي بني المنزل عليها تابعة للمستوطنة، -التي لم تكن ظاهرة لنا ونحن نقف على أنقاض منزلها المهدم، فهي لم تكن في المشهد أصلاً-، ناهيك عن كون هذه الأراضي هي أرض فلسطينية بالأساس تمت مصادرتها من قبل الاحتلال لصالح المستوطنات الزراعية في المنطقة، التي تبدو خالية تقريباً من السكان. وبعد وفاة زوجها قدمت أم العبد من عند أهل زوجها في الخليل، إلى أهلها في منطقة العوجا طلباً للرزق، فعمل أبناءها في مزارع المستوطنات في الغور، لكن بشكل متقطع وغير منتظم، ما زاد من صعوبة حياتهم. "ويبلغ عدد المستوطنات في الأغوار 31 مستوطنة معظمها مستوطنات زراعية، أنشئت على مساحة 12 ألف دونم وحوالي 60 ألف دونم ملحق بها لأغراض زراعية، وتستغل هذه المستوطنات مثالية المنطقة لزراعة النخيل والموز والخضروات والأعشاب الطبية وغيرها من المنتجات الزراعية. ويقيم الأهالي في منطقة بدو النجادة في بيوت مشيدة من الخيش والشعر وبعضها من ألواح الصفيح المستندة على دعامات من الخشب والحديد، فيما تطورت بعض المنازل إلى طوب، فحسب مختار العائلة، هناك ما يقارب الـ 16 منزلاً في العوجا مقامة بدون تراخيص ومهددة بالهدم، وتحوي ما بين 150-200 فرداً، في المنطقة المعروفة ب C. أم العبد التي قالت إن المنزل، لم يتم تسديد تكاليفه بعد للمدينين، أشارت إلى أن التحضيرات لزواج ابنها كانت شبة كاملة، فتم شراء غرفة النوم ومستلزمات العروس الجديدة التي كانت ستسكن المنزل مع العائلة، إلا أن كل ذلك دفن تحت الركام، فجيش الاحتلال لم يسمح لها بإخراج الأثاث والحاجيات من المنزل، فحملت هي وأبناؤها ما استطاعوا حمله فحسب، ولجأت إلى منزل بالإيجار في ذات المنطقة، فالخيمة هي كل ما قدمه لها المسؤولون هناك، مع العلم أنها تتلقى المساعدات من وزارة الشؤون الاجتماعية بقيمة 750 شيكل كل 4 شهور. وتحدثت أم العبد عن حالتها النفسية السيئة، جراء هدم منزلها وكيف أثر ذلك على علاقتها مع أبنائها، فهي تحاول طوال الوقت مواساتهم وتهدءتهم، لكنها تستاء من نظرات الناس بالإشفاق تجاهها، التي تشعرها بالضعف والعجز، وأنها أقل من الآخرين، ناهيك عن مشاعرها المتضاربة مابين الخوف والتشتت بعد أن دمر الاحتلال منزلها ودمر معه مستقبلها ومستقبل أولادها. قصة أم العبد هي نموذج لحال الكثير من العائلات الفلسطينية في قرى الأغوار، والتي يمارس ضدها كل أشكال الانتهاكات الإسرائيلية والعدوان والحرمان من الحق في العيش بكرامة، والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية كالحق في المسكن أو في المياه أو في العمل. إن محاصرة سكان المنطقة هناك من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تهدد حياة البداوة التي تعتمد على الرعي في مناطق رعوية واسعة وعلى وجود المياه، حيث يتم مصادرتهما من قبل الاحتلال لصالح "أمن المستوطنات" كما يدعي، وتحت نفس الحجة يتم هدم المنازل التي بنيت بدون ترخيص في تلك المنطقة. إن هذا التضييق على الأهالي، يحدث خللا حقيقياً على كل المستويات، سواءً على حياة البداوة وتضييقها، كإحداث خلل ديمغرافي لصالح سكان المستوطنات، أو على المستويين الاجتماعي والاقتصادي من خلال التهجير البطيء، ومنع الرعي والوصول إلى مصادر المياه ومنع تشييد الأبنية في التجمعات الفلسطينية في منطقة C بالأغوار. ويقول الباحث عبد الستار شريدة، في دراسة بحثية ميدانية بعنوان "الأغوار الفلسطينية.. في مهب التسريب": "ولعل الأخطر من ذلك أن الاحتلال دفع الشباب الفلسطيني على وجه التحديد لهجرة الأرض وحوله لجيش من العاملين لصالح تطوير القطاع الزراعي الاستيطاني. وإن كان من الصعب تحديد العاملين في القطاع الزراعي الفلسطيني في الأغوار بحكم أن العمل -سواء للمالكين أو للعاملين- يكون من قبل عائلات وليس أفراد عاملين في الغالب، إلا أن المناخ الذي فرضه، حول القطاع الأكبر من الشباب للعمل في المستوطنات وأتاح المجال لزيادة نسبة المرأة العاملة في القطاع الزراعي بالأغوار بنسبة 35% والنسبة المتبقية والبالغة 65% من الذكور بمتوسط أعمار 48 سنة. وهذه النسب تلقي الضوء على هجرة الشبان الفلسطيني من أراضيهم الزراعية لصالح العمالة الزراعية في المستوطنات نتيجة عمليات الإحباط المتراكمة التي ولدها الاحتلال للقطاع الزراعي الفلسطيني في المنطقة".
×
الوزيرة ماجدة المصري: ‘مفتاح قرعت الجرس ومارست دورا ًرقابيا ًهاما ً’
أصدرت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية- مفتاح، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وبدعم من مركز تطوير المؤسسات الأهلية الفلسطينية-NDC دراسة تحليلية لخدمات الوزارة من منظور النوع الاجتماعي، استهدفت عينات من الجمهور المستفيد من وزارة الشؤون الاجتماعية من خلال مديريات العمل في محافظات الضفة الغربية.
وتأتي هذه الدراسة ضمن برنامج "مأسسة موازنة عامة مستجيبة للنوع الاجتماعي"، وقد جاء الإصدار لتسليط الضوء على فجوات النوع الاجتماعي التي تحتويها برامج الرعاية والحماية الاجتماعية في الوزارة، بالاستناد إلى تحليل للسياق الفلسطيني العام من ناحية سياسية واقتصادية. وهدفت الدراسة التي أعدتها د. نداء أبو عواد الباحثة المتخصصة في قضايا النوع الاجتماعي، إلى تشخيص وتحليل الخدمات التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية ضمن قطاع الرعاية والخدمات الاجتماعية من منظور النوع الاجتماعي، بما فيها السياسة المالية وانعكاساتها على البرامج والخدمات المقدمة. وكان من أهم التوصيات التي طُرحت، الدعوة لأن تتبنى الوزارة سياسة واضحة وملتزمة تجاه قضايا النوع الاجتماعي في نطاق سياسات الحماية الاجتماعية، بحيث يُعتمد منظور النوع الاجتماعي كأحد الموجهات الأساسية لدى صياغة الرؤيا والرسالة والإستراتيجية، وتصميم خطط وبرامج ومشاريع الوزارة وإعداد موازنتها، بالإضافة إلى تطوير الهياكل والآليات اللازمة لضمان ومتابعة تضمين النوع الاجتماعي في مختلف مجالات ومستويات عمل الوزارة وغيرها من التوصيات. وقد التقت "مفتاح" وزيرة الشؤون الاجتماعية السيدة ماجدة المصري، لمتابعة هذه التوصيات. 1. مفتاح: أين تكمن أهمية الدراسة برأيك؟ لقد سلطت دراسة "مفتاح" الضوء على موضوع النوع الاجتماعي أكثر وأفادتنا بهذا الجانب، أنا سعيدة جداً بهذا التعاون، فالدراسة تحتوي على عناصر مهمة للغاية، وساعدتنا لكي نرى الموضوع بشكل أكبر، كنا نراها لكن ليس في إطار التخطيط. لكن لدي ملاحظة، حول المنهجية المتعلقة بموضوع الفقر وتوزيع المساعدات والاستفادة من خدمات برامج الشؤون وفق استمارات وقراءة رقمية حرفية، فمعايير احتساب المنفعة للأسر الفقيرة هي معايير تم اعتمادها بحيث تكون البوصلة لرؤية الجندر في ثناياها، لأنني أعتبر الأساس في اعتماد قيمة المنفعة هو الفقر سواء رجل أو امرأة، هذه بالنسبة لي بوصلة لا أحيد عنها، لذلك حين أتحدث عن موضوع الفقر، لا بد من اعتماد تحليل أكثر دقة لمنهجية الفقر، لأنه لم يدخل في احتساب معدل الفقر الذي وضعناه مع الخبراء والجهاز المركزي للإحصاء وشركائنا الدوليين، فالمنهجية تحتاج لمتخصص، وبالتالي يجب العمل بالاستناد إلى تحليل أدق. 2. مفتاح: أوضحت الدراسة أن التحليل الجزئي لموازنة الوزارة، أنها لم تبذل الجهد اللازم لبناء موازنة مستجيبة للنوع الاجتماعي، على الرغم من وجود قرار حكومي يتبنى هذا المبدأ على المستوى الحكومي ككل، حيث لم يكن هناك جداول إحصائية ونماذج مصنفة على أساس الجنس، مثل الجداول المتعلقة بالمسنين والحاصلين على الإعفاء الجمركي، كيف من الممكن أن يتم تغير ذلك؟ على الرغم من أن مفهوم النوع الاجتماعي لم يكن واضحاً في إستراتيجية الإدارة العامة والتخطيط في الوزارة، لكنه كان واضحاً في الرؤية والرسالة والأهداف الرئيسية للوزارة، كما أنه واضح بالنتائج لكن ليس على أساس فكري، وأنا أعتبر أن هذا يهدد القضايا المرتبطة بمفهوم النوع الاجتماعي، وهو موجود فيما يتعلق باستلام المسؤوليات، فالنسبة الأعلى من موظفي وزارة الشؤون الاجتماعية هم نساء، وهم يحتلون مراكز قيادية في الوزارة، فهناك 5 مدراء عامين، 4 منهم نساء بالإدارات العامة ومواقع صنع القرار، كما أن وكيل مساعد الوزارة السابق كان سيدة، لكنها تقاعدت. وأنا مع توصية "مفتاح" بهذا الجانب، وتم أخذها بعين الاعتبار، ونشكركم على هذه الدراسة لأنها سلطت الضوء على ثغرة كنا قد لمسناها مؤخرا، سنأخذها بعين الاعتبار بإستراتيجية قطاع الحماية الاجتماعية القادم الذي نعمل عليه في إستراتيجية الوزارة للعام 2014 -2016. بمعنى أن النساء حاضرات في مراكز المسؤولية بالهيكلية، ولم يتراجع حضورهن على الإطلاق، لكن "مفتاح" ذكرتنا بأهمية الاهتمام بالسياسات وليس بالشكل الخارجي فحسب. 3. مفتاح: هل هناك التزام سياسي واضح من قبل الوزارة بتبني منظور النوع الاجتماعي كموجه أساسي لصياغة سياستها واستراتجياتها؟ أشارت الدراسة إلى ضعف تجسيد النوع الاجتماعي في إستراتيجية الوزارة، وذلك صحيح رغم أننا أنجزنا إستراتيجية لقطاع الحماية الاجتماعية لقطاع الوزارة، لكنها لم تظهر موضوع النوع الاجتماعي، الذي يظهر جلياً في المظهر العام لوزارة الشؤون الاجتماعية وفي النتائج الرقمية، فمثلاً عدد كبير من المستفيدين من برامج وزارة الشؤون الاجتماعية نساء، حيث أن منهن من يعلن أسر، ومنهن من استفادت من مشاريع التمكين الاقتصادي بنسبة تصل من 50-60 %. لأن النساء عادة هي التي تذهب وتقدم، لكن ربما تسجل باسم الزوج لأن هذه هي المعايير. 4. مفتاح: ما الإجراءات الفورية التي يمكن التعامل بها، ونستطيع أن نلمس أثرها على المدى القريب؟ في الإستراتيجية 2014-2016 تم أخذ مسألة الجندر بعين الاعتبار، لكن عادة بالفكر الرئيسي الموجه لعمل وزارة الشؤون الاجتماعية نأخذ الأمور من زاوية رؤيتنا للحقوق على أساس المواطنة، حقوق المواطن وحقوق الإنسان، من منطلق النهج المبني على العدالة الاجتماعية والمساواة امرأة ورجل، هذا جيد كموجه، لكن الثغرة أن ذلك لم ينعكس في إستراتيجية الأهداف الفرعية، وبالتالي فهو غير كاف، لذلك نحن نعدل ونعيد دراسة الرؤية والأهداف الرئيسية حتى لا يُغفل هذا الموضوع في الوقت الراهن وفي المستقبل. 5. مفتاح: أشارت الدراسة إلى إحدى المعيقات التي تواجهها النساء خلال سعيهن للحصول على الخدمة، وهي تتمثل بعدم توفر المعلومات المتعلقة بالخدمات وبعد مكاتب المديريات ومراكزها، هل ممكن أن يتم تغيير بهذا الخصوص بحيث يتم تنظيم زيارات منزلية من قبل العاملين في الميدان لهؤلاء بدلاً من انتظار مجيئهم؟ نحن نطور آليات ليتمكن الباحث الاجتماعي من الوصول إلى الأسرة، وذلك في إطار منهجية الفقر، ويوجد لدينا باحث في كل موقع جغرافي، حيث شكلنا لكل موقع شبكة حماية اجتماعية منا ومن المجتمع المحلي، نحن مع الحكم المحلي مع مؤسسات المجتمع المدني التي بالموقع، و نعمل على تطوير آليات الوصول للأسر، لأننا أيضا معنيين للوصول للشخص المسن وللشخص المعاق وللمرأة المحرومة أو المرأة المضطهدة. 6. مفتاح: كيف من الممكن أن تُعطى الوزارة أولوية من الموازنة العامة للسلطة الفلسطينية لتلبية الطلب المتزايد على خدماتها جراء أسباب عدة ومن ضمنها سياسية الاحتلال في توسيع الاستيطان والحصار؟ أنا أرى أن هناك تحسن ملموس لنظرة السلطة لقطاع الحماية الاجتماعية بدليل أن الشؤون الاجتماعية هي قائد قطاع الحماية الاجتماعية، وكذلك الشراكة مع مؤسسات حكومية ومؤسسات مجتمع مدني فبالتالي النظرة تتحسن، لكن أي قرار حكومي يحتاج لوقت لتنفيذه. على الرغم من أن الوزارة هي واحدة من أهم الوزارات الخدمية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتتفاعل مباشرة مع الأسرة ومع فئات نسائية عديدة، الأمر الذي يزيد من أهميتها. أما على مستوى الموازنات، هناك تحسن بالموازنة ونحن القطاع رقم ثلاثة، بعد التربية والتعليم والصحة، لكن لا بد أن نسجل أن هناك تحسن طفيف بالنظرة لدور قطاع الحماية في وزارة الشؤون من قبل الحكومة، البند الذي له علاقة بالمساعدات الاجتماعية، على سبيل المثال فشبكة الأمان توليها الحكومة اهتماما ًواضحاً، وحينما تعطلت الرواتب، لم تعطل مخصصاتنا تحديدا مخصصات الأسر الفقيرة، كما لم نوقف زيادة عددها على العكس كان لدينا 45 ألف أسرة والآن مئة ألف أسرة، لكن خدمات أخرى تتعطل كالاعتمادات المالية فهي محدودة مثلا. 7. مفتاح: هل هناك برامج لإشراك موظفي الوزارة بدورات متعلقة بالنوع الاجتماعي، خاصة للمسؤولين عن صنع القرارات والسياسات وأيضاً الرجال بما يضمن تطوير مهامهم في هذا المجال? هناك كادر يستفيد من التدريب الذي تديره وحدة النوع الاجتماعي بوزارة شؤون المرأة، كما يتم تدريب كادر لإدخال الموازنات والنوع الاجتماعي بالموازنة. ويتم تدريب الكادر الموجود لدينا، لكن أي تغيير لن نشهده على موازنة هذه السنة، إلا في جزء بسيط منها، حيث أن التخطيط مرتبط بالموازنة، وعندما يكون هناك تصويب واضح لموضوع الجندر في التخطيط لكل مناحي خدامتنا طبيعي أن ينعكس ذلك بالموازنة. 8. مفتاح: هل هناك خطة لوجود تنسيق وتكامل في العمل بين الوزارة والمؤسسات ذات العلاقة مثل مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بالنساء، أو مؤسسات رعاية المسنين أو ذوي الاحتياجات الخاصة، أو حتى وزارة الصحة لتحسين نوعية الخدمات المقدمة؟ نحن عززنا العلاقة مع مؤسسات المجتمع المدني، بل مأسسناها بلجان ولوائح وأنظمة وحقوق وواجبات تظل مستدامة وعلى قاعدة تكامل الأدوار، وهم شركائنا بوضع الاستراتيجة والخطط الوطنية، سواء مع المعاقين أو المسنين، وهناك لجنة وطنية للمسنين والمعاقين والأحداث، وشكبات حماية اجتماعية للطفولة على قاعدة التكامل بالأدوار، كما لدينا اللجنة الوطنية للنساء المعنفات التي أقرت أيضا بقرار مجلس الوزراء. 9. مفتاح: كيف ترين دور مؤسسة "مفتاح" ضمن هذا الإطار كمؤسسة مجتمع مدني؟ أنظر إليها كمؤسسة دورها إسنادي رقابي لأن الرقابة بهدف الإسناد هذا هام جدا، أنا أعتبر هذا التقرير رقابة على السياسيات وهذا مطلوب، فالرقابة لا تقتصر على البعد المالي والإداري، وإنما أيضا ًعلى السياسات، "مفتاح" سلطت الضوء على قضية هامة، وتلمست الثغرة، وكنا قد بدأنا العمل بالاستراتيجيات الفرعية لكن "مفتاح" قرعت الجرس.
×
Pal ideas: فضاء لخلق الأفكار الإبداعية
"ع السيخ يا بطيخ" هكذا هتف أعضاء المبادرة الشبابية Pal ideas ليشدوا الناس إلى الكشك المخصص لهم في المهرجانات الفلسطينية. ويحمل هذا الكشك اسم "بطيخ" وهو تابع لمبادرة شبابية تجمع أفكارها الفن والإبداع والوطنية في آن واحد. "بطيخ" ليست لمجرد التسلية وعمل منتجات إبداعية جديدة من البطيخ مثل كرات البطيخ وأصابع البطيخ مع الشوكولاتة المجمدة وعصير البطيخ، بل إن فكرتها الأساسية هي تعزيز الشراء من مزارع البطيخ الفلسطينية ومقاطعة بطيخ المستوطنات إلى جانب البطيخ الإسرائيلي. هؤلاء الشبان والشابات يجلبون البطيخ من مدينة جنين الفلسطينية، ويقومون بعمل كافة الأصناف "البطيخية" الإبداعية بأنفسهم، ويبيعونها بسعر بسيط في المهرجانات الفلسطينية هاتفين بأعلى صوتهم بمرح وفرح: "ع السيخ يا بطيخ." وبهذه الطريقة، ينشر أعضاء المبادرة الشبابية "أفكار فلسطينية" رسالة وطنية مهمة ألا وهي ضرورة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية ولكن بطريقة مبتكرة ومسلية وبالطبع لذيذة. "ماكينة أفكار" بدأ محمد مبيض ومجموعة صغيرة من أصدقائه في الجامعة بتنفيذ أفكار صغيرة تخطر ببالهم. كانت أول هذه الأفكار، فكرة تحت مسمى "event" والتي تعمل على تنظيم وتنسيق الفعاليات. وتبعت هذه الفكرة، فكرة راديو ساخر ناقد تحت مسمى "sioo radio." وقال محمد عن هذه الفكرة أنها "تنقض ظواهر في المجتمع بشكل هزلي وباللغة العامية، ويكون كتابة وتقديم ومونتاج النصوص بعمل فريق المبادرة." وبعد الراديو الناقد الساخر، جاءت فكرة "Pal promoters” والتي تعنى بتعيين شابات وشبان فلسطينيين بمؤتمرات وعروض كمروجين لهذه الأعمال. وقد شعر محمد، بعد عصفه لهذه الأفكار، أنه "ماكينة أفكار حسب وصفه. "بدأ الناس من حولي بانتقادي ونصحوني أن أركز على فكرة واحدة“ هكذا عبر محمد عن حالة التشتت التي عاشها بين الأفكار الكثيرة التي أبدعها، ولهذا صار يفكر بمبرر أو حجة ليواجه الناس فيها. لهذا السبب قرر محمد أن يجمع كل هذه الأفكار بفكرة تحت مسمى "ideas" أي أفكار. وبعد تفكير ومحاولات، قرر أن يسمي حاضنة أفكاره ب "Pal ideas" فبرأيه "هذه الأفكار فلسطينية وتعبر عن فلسطين ويقوم بها شبان وشابات فلسطينيين، واختصار فلسطين باللغة الانجليزية هو Pal ... وهكذا جاء اسم Pal ideas." ومن بدايتها الصغيرة، وصل اليوم عدد أفراد دائرة المبادرة المغلقة إلى ثلاثين شخصا تتراوح أعمارهم بين 16 و26 عاما. حلول لمشاكل مادية بعد الفرحة بظهور اسم لهذه المبادرة الشبابية التي تضم أفكارا متنوعة واجه الفريق، وعلى رأسه محمد مبيض وزميله رامي طه، مشاكل مادية. فمن أين لمجموعة شبابية أن تجلب المال لتغطي تكاليف مشاريعها الإبداعية؟ هنا بدأ التفكير من جديد، فاكتشف الفريق، نتيجة لدراسة بعضهم بكليات التجارة والتسويق في جامعات الوطن، أهمية الترويج للفكرة. وبسبب عدم مقدرة المبادرة على ترويج نفسها عبر الطرق التقليدية، أي التلفاز والجريدة والراديو، اعتمدت "أفكار فلسطينية" على الأنشطة الميدانية كطريقة للترويج عنها. فيقول محمد: "الأنشطة الميدانية تقرب العلاقات بين أفراد الفريق وتترك بصمة في المكان كإشارة للمبادرة التي قمنا بها، وبالتالي تأتي الصحافة تغطي الحدث ونكون قد روجنا أنفسنا بطريقة غير مباشرة." وكان أول نشاط ميداني يقوم به الفريق، هو دهان أطول درج في مدينة رام الله بألوان متنوعة. جدير بالذكر أن هذا الدرج يقع في الطريق بين وسط المدينة ومنتزه بلدية رام الله. ويرى محمد أن هذا النشاط "أعطى دفعة كبيرة لاسم المبادرة، ومنه صارت الشباب تعرفنا بشكل أكبر." ومن الأفكار التي قام بها الشبان لحل المشاكل المادية، فكرة الماركة الفلسطينية للملابس "أفانين." وتحرص هذه الفكرة على طباعة عبارات شبابية باللغة العربية على "بلايز" وبيعها في المدن الفلسطينية. "أغلبية الشباب يلبسون ملابس مكتوب عليها كلمات انجليزية وربما بعضهم لا يعلمون معنى المكتوب أصلا، لهذا قمنا بعمل بلايز تعبر عن الشباب وبلغتهم العربية فقط بعيدا عن الكلمات الانجليزية أو العربيزي (أي الكلمات العربية بالأحرف الانجليزية)" هكذا شرح محمد فكرة أفانين. ومن العبارات المكتوبة على بلايز أفانين: "عاطل عن العمل،" بلدنا بتعمر فينا،" "بتعرف خايف،" و"فش بعد الدغري." جدير بالذكر، أن الماركة الفلسطينية أفانين كانت تسمى سابقا "You." ويوضح محمد أن "اسم you وضع لإيصال الماركة الفلسطينية عالميا ولكن تم تغييره لأفانين للالتزام بمضمون الفكرة الأساسي ألا وهو تعزيز اللغة العربية." وبالنسبة لاسم أفانين فيعني أصول الكلام وأجناسه. "وأفانين،" يوضح محمد "كلمة قاربت على الانقراض وذلك لقلة استخدامها. و يكمن جمال أفانين في جمعها بين القديم والحديث إلى جانب صوتها الفني." أفكار إبداعية ومن الأفكار الأخرى التي قامت بها المجموعة الشبابية "أفكار فلسطينية": فكرة "ع البسكليت" و فكرة" creazy." بالنسبة لفكرة ع البسكليت، فهي تعزز تفاعل الأفراد مع الطبيعة برحلة إلى مدينة أريحا والتجول فيها "ع البسكليت". أقيمت هذه الفكرة في شهري آذار و نيسان من العام الجاري لكنها توقفت بسبب درجات الحرارة المرتفعة في أريحا خلال الصيف. أما بالنسبة لفكرة creazy، فهي تجمع بين كلمتين في الانجليزية وهما crazy أي مجنون و creative أي مبدع، فباختصار، تعبر هذه الفكرة عن" المبدع المجنون" وتشجع الناس على عمل أشياء غير تقليدية. تطوع أم تعاون "يوجد عندنا مشكلة بثقافة التطوع،" هكذا بدأ محمد حديثه عن التطوع في البلد، وأكمل قائلا: "حتى كلمة تطوع أنا لا أحبها، أفضل كلمة تعاون وأقول أعمالا تعاونية بدل أعمالا تطوعية، حيث أنني أشعر أني بالتطوع أطوع العمل لصالحي." أما التعاون فهو شراكة بين شخصين أو أكثر دون تطويع العمل للمصالح الشخصية فقط بل للفكرة الأوسع من التعاون. وردا على سؤال حول أسباب محدودية ثقافة التطوع أو التعاون في بلادنا، أكد محمد أن "أكبر سبب ومسبب لهذه المشكلة هي الجامعات لأنها تعطي مقابلا للطالب ليتطوع (ساعات عمل تعاونية تؤهله للتخرج)، فهي بالتالي شربت هذه الثقافة في الشباب." ومن المسببات الأخرى لمحدودية ثقافة التطوع، برأي محمد، هي المؤسسات، فيقول: "كل مؤسسة تعمل بنهج مؤسساتي غربي تقوم بعمل وحدة أو خلية تطوع، تساهم أيضا في تشويه مفهوم التطوع القديم." فضاء لخلق الأفكار "Pal ideas حاضرة بنشاطاتها في الوطن وعندها موقعها على الانترنت، وهدفها إيصال رسالتها عالميا وأن تكون فضاء لخلق الأفكار،" بهذه الجملة لخص محمد فكرة المبادرة الشبابية اليانعة حيث أنها أتمت عامها الثاني خلال هذا الصيف. وينهي محمد حديثه قائلا إن "البلدان العربية تفتقر لأماكن تشجع على خلق الأفكار الإبداعية،" ويصمت قليلا ليؤكد قائلا:" تفتقر جدا!" يجدر بنا كأبناء وطن محتل، أن نعيد بناء ثقافة التطوع والتضامن عندنا، ونرقى بهما. فكما يقول الشاعر اللبناني بشارة الخوري: "نحن الشباب لنا الغد ومجده المخلد." https://www.facebook.com/palideas
×
حافظ عمر والريشة الفلسطينية التي ساندت الثورات العربية
في اليوم الثامن والعشرين من معركة الأمعاء الخاوية في شهر أيار 2012، التي ناضل بها الأحرار خلف قضبان الاحتلال ، توحدت الصورة الشخصية على الفيسبوك لعدد هائل من الفلسطينيين في الوطن والمهجر بالإضافة إلى المتضامنين الأجانب. المحرك الرئيس لهذه الفكرة التضامنية هو الشاب العربي الفلسطيني – حافظ عمر. هذه الصورة للأسير الفلسطيني بزييه البني الملوث بالكلمات العبرية على الطرف (مصلحة السجون الإسرائيلية)، رسمها حافظ وعدّل عليها عدد من الرسامين ونشرها آخرون ليؤكدوا جميعا أننا نحن الأسرى وهم الأحرار رغم القيد. "هم الأبطال الحقيقيون لأنهم اختاروا خط المواجهة الحقيقي مع المحتل"، يشدد حافظ. البوسترات يؤمن حافظ أن " تحرير فلسطين مرتبط بتحرر الشعوب العربية." ومن هنا اندفع حافظ مع بداية الثورات العربية بعمل بوسترات سياسية تحريضية ونشرها عبر الفيسبوك، ليؤمّن مادة إعلامية للمتظاهرين في البلدان العربية ولكسر "البعد الجغرافي" بينه وبين أبناء الثورات. ومع التحرك السياسي في الوضع العربي بدأ الوضع السياسي الفلسطيني بالتحرك أيضاً. وفي هذا الوقت، بدأ حافظ بالتعبير عن رأيه في القضية الفلسطينية وتعزيز القيم التي يحملها عن طريق البوسترات. فهو يؤمن بفكرة غسان كنفاني الذي يرى أن وراء المقاومة يجب أن يكون هناك ثقافة مقاومة ورفض، لأن المواجهة تبدأ معنوية ومن ثم مادية. ومن بوسترات حافظ نرى أنه يركز على أهم العناصر المشكلة للحدث. برأيه محتوى وفكرة البوستر أهم من شكلها حتى تصل الجمهور بعناصرها الشعبية بسرعة ووضوح. فمن البوسترات التي صممها لمناصرة ثورة 25 يناير في مصر، نرى لافتة مخطوط عليها مكان الاحتجاج ألا وهو " ميدان التحرير" في القاهرة. ومن أسفل اللافتة مكتوب: " جمهورية الأحلام الممكنة، “ كطريقة للتعبير عن أن الحلم ممكن وثورة الشعب منتصرة. ويكمّل أسفل البوستر خيال متظاهرين رافعين علم مصر وعلامة النصر. أما بالنسبة للبوسترات التي صممها بخصوص القضية الفلسطينية، نرى بوستر كرس للذكرى الثالثة والستين للنكبة. مكون البوستر من ساعة منبه، العقارب فيها على شكل مفتاح العودة وهي متجهة نحو الساعة اثني عشر وهي على شكل خارطة فلسطين، وأسفل الساعة تواريخ مهمة في التاريخ الفلسطيني. وختم البوستر بجملة: "إنا لفلسطين... وإنا إليها لراجعون." هذه البوسترات عمل تطوعي من حافظ لا يقبل بيعها أو الحصول على أي مردود مادي منها، فهي شعبية وستبقى كذلك. بعد تشكل الفكرة على أكمل وجه، تأخذ كل لوحة ساعة من العمل الدؤوب تقريبا. ومن ثم ينشرها على الفيسبوك لتحريض الشعب على الأفكار المطروحة فيها. ربما يجدر بنا أن شكر الثورة التكنولوجية التي لم تساند الثورات العربية فحسب، بل ساهمت أيضاً في نشر بوسترات حافظ. رغم أن الفن لم يأخذ حقه في بلادنا بعد، ومازال الفنانون مغمورون ومهملون، لكن لولا التكنولوجيا ولولا الفيسبوك بالتحديد لما عرفنا حافظ كما نعرفه اليوم. ماضيه يكون حاضره: في الخامس من حزيران 1983 ولد حافظ في نابلس لوالدين أصلهما من قرية عنبتا قضاء طولكرم. هو الأخ الأكبر بين أربعة أخوة تشاركوا في طفولة مليئة بالشحنات السياسية نتيجة للوضع السياسي في فلسطين وبسبب اهتمام الوالدين بالسياسة بشكل كبير. تفتح وعي حافظ السياسي منذ عمر صغير فلم يبخل يوماً في سؤال يدور في مخيلته ليفهم جزءا من الاستفهامات في الحياة بشكل عام وفي الوضع الفلسطيني بشكل مفصل. ومن الأمور التي سأل حولها في طفولته، بوستر معلقة في البيت عن الشهيدة لينا النابلسي التي استشهدت عام 1976 في نابلس وهي عائدة من مدرستها إلى البيت. في رياض الشهيد غسان كنفاني في طولكرم بدأ حافظ بالرسم بدرجة أعلى من الأطفال الآخرين، فرسم منذ صغره خريطة فلسطين وعلمها. وقد تأثر بتفوقه على الأطفال الآخرين، فاختار الفن البصري السياسي كعنوان لحياتة ملونا بنشاط والده السياسي الكثيف وولع والدته بالفن، لكن اللحظة الفاصلة في تحديد هويته كانت حضوره لفيلم نور الشريف عن ناجي العلي. حافظ كان يعرف حنظلة في طفولته فهو مرسوم على الكثير من الجدران، لكنه لم يكن يعلم القصة ورائه. فلما شاهد الفيلم وعلم أن ناجي العلي استشهد لأنه يرسم عن الوطن وعن القتال من أجله، أصبح الرسم عند حافظ سلاحا. وفي سن العاشرة حدد مستقبله قائلا: "أريد أن أصبح رساماً ضمن معادلة ناجي العلي." الاصطدام بالواقع: مصمما على حلم الطفولة، انتقل حافظ من طولكرم متجها إلى مسقط رأسه ليدرس في جامعة النجاح بكلية الفنون. هناك اصطدم بواقع التعليم التلقيني، فبالرغم من تميزه في الرسم لم يكن حافظ من الطلبة الأوائل في دفعته. لكنّ أسلوب التدريس لم يكن السبب الوحيد وراء عدم تميز حافظ أكاديمياً، فخلال سنواته الجامعية كان ناشطاً فاعلاً في الأطر الطلابية السياسية، مما أعاقه عن التركيز في الدراسة الأكاديمية. "تكوين" كان أول مكتب تصميم متواضع فتحه حافظ في نابلس حال تخرجه من جامعة النجاح عام 2005. لسوء الحظ أو حسنه، لم يتمكن عمر من الاستمرار في المشروع لأكثر من قرابة خمسة شهور بسبب الوضع الاقتصادي السيئ. لهذا قرر الانتقال إلى رام الله حيث يتواجد سوق مناسب لعمله. ومباشرة بعد وصوله رام الله عمل في عدد من الورشات الفنية مع مؤسسات مختلفة. "الممارسة الفنية في البلد محتكرة... إنتاج القيمة الفنية والمعرفية مرتبط بالتمويل الخارجي، “ هكذا أعرب حافظ عن استياءه من عمله. ومن هذا الاستياء جاءت الفكرة ليفتح هو ومجموعة من أصدقائه الفنانين جاليري تحت مسمى "جاليري محطة." جاء هذا الجاليري ليكسر الهاجس بين الفنان والجمهور، فكان الخط الأحمر الرئيس لهذا الجاليري: أنه لن يعمل تحت شروط أي تمويل خارجي. هذه الفكرة استوحاها حافظ من فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية التي تقدم التراث والفن في الوطن والخارج لثلاث وثلاثين سنة، والتي يعتبرها حافظ مؤثر رئيسي في حياته. " فرقة الفنون تقدم الفن من ولأجل الناس،" أكد حافظ، فهي بمحبة الجمهور لها قادرة على إعالة نفسها بنفسها. وفي حالة حصول الفرقة على تمويل خارجي، يكون بشروط الفنون وليس بشروط الممول. بعد ثلاث سنوات من العمل مع جاليري محطة كمدير للمشاريع، اختار حافظ الاستقالة لعدم القدرة على تلبية رؤيته. في تلك الفترة عانى من وضع اقتصادي سيء مما ألح عليه بعد فترة من الزمن العمل في متحف جامعة بيرزيت. هذه المرة لم يستمر إلا ثلاثة شهور، وفضّل الجوع على العمل بشيء لا يتناسب وقناعته. قائلاً عن أسباب تركه للوظيفة الأخيرة: "إن متحف الجامعة ينتج فن نخبوي يقدم لنخبة ولا يؤثر إلا بحياة نخبة وبشكل سطحي وانتقائي." اليوم يعمل حافظ مستشاراً لمادة في جامعة اكسفورد البريطانية بعنوان "تدريس تاريخ الثورة الفلسطينية." ولحسن الحظ اقتنع حافظ بمحتوى المادة وطريقة تدريسها مما يؤمن له استمراراً في هذا المجال ويخرجه من مأزقه الاقتصادي ليسد من خلال هذه الوظيفة ديونه وقوت يومه. "أريد أن أكون كما يكون شعبي" حافظ يؤمن بأن البوسترات التي يقدمها هي وسيلة اتصال جماهيري لكنها لا تغني عن المقاومة الحقيقية في الشارع ضد القمع والاضطهاد. هذه الوسيلة الجماهيرية ملك الشعب لأنها تتحدث عنهم ومنهم لذلك نجد عدداً من البوسترات غير موقعة باسم حافظ عمر. الشهرة ليست وحدها المرفوضة عند حافظ، ففكرة أخذ مردود مادي مقابل هذه البوسترات من أكبر المرفوضات لديه. بغض النظر عن كون حافظ عمر لا يسعى لمردود مادي، من الواجب أن نملي عليه مردوداً معنوياً يدفعه للأمام ويزيد من وعي الناس في أهمية الفن وإيجابياته. فالفن في بلادنا موجود ومبدع لكنه مهمش، حيث أن الناس يهتمون أكثر بالمهن ذات المردود المادي الكبير مثل الطب والهندسة، ويبتعدون عن المهن الصعبة والمتعبة. "أريد أن أكون كما يكون شعبي" هذا ما يريده حافظ من مستقبله. سيقضي حافظ عمر عمره محاولاً أن يوصل أفكاره على طريقة غسان كنفاني حين قال: "ليس بالضرورة أن تكون الأشياء العميقة معقدة. ولا بالضرورة أن تكون الأشياء البسيطة ساذجة. إن الانحياز الفني الحقيقي هو: كيف يستطيع الانسان أن يقول الشيء العميق ببساطة." للاطلاع على صفحته على الفيس بوك- حيطان https://www.facebook.com/hitancom
×
مركز يبوس...حكاية صمود ونضال فني من قلب القدس
تعاني مدينة القدس من ويلات الاحتلال الإسرائيلي، الذي يستهدفها بمخططاته التوسعية، ويسعى لتهويدها على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ورغم كل المحاولات الإسرائيلية التي تسعى لتفريغ المدينة من سكانها الأصليين والتضييق عليهم بكل الطرق، إلا أن هناك عدد من المؤسسات المقدسية التي تسعى جاهدة للبقاء في المدينة والحفاظ على هويتها الثقافية العربية والفلسطينية، ومنها مركز يبوس الثقافي، الذي يعطينا فكرة عن حالة الفن في القدس من خلال عمل المؤسسة. حيث أجرت مفتاح اللقاء التالي مع رانيا إلياس- المدير التنفيذي لمركز يبوس.
س1: تأسست مؤسسة يبوس عام 1995ـ أخبرينا عن بداياتها والصعوبات التي واجهتها في البداية كونها مؤسسة تعنى بالحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية للمدينة من قلب مدينة القدس؟ تأسست يبوس عام 1995 بمبادرة مجموعة من الشباب المهتم بإنعاش الحياة الثقافية في المدينة، وإعادة الروح إليها وخصوصاً بعدما ازداد الحصار على المدينة وبالتحديد بعد اتفاقية أوسلو. وخلال الأعوام السابقة عملت يبوس جاهدة على تنظيم العديد من النشاطات والفعاليات الثقافية على مدار العام، من موسيقى ورقص ومسرح وأدب داخل أسوار البلدة القديمة، وخارجها هادفة بذلك إلى توصيل الفن الراقي والملتزم إلى كافة فئات المجتمع الفلسطيني. ولقد شكل صيف عام 2011 المحطة النوعية في حياة "يبوس" التي كانت حتى ذلك الوقت تحمل اسم مؤسسة يبوس ثم أصبحت مركز يبوس الثقافي منذ أن نقلت مكتبها إلى مقر سينما القدس سابقاً الذي تقرر أن يكون المركز الجديد لكل الأنشطة والفعاليات المتنوعة. ولم تنتظر إدارة مركز يبوس حتى تكتمل جاهزية المقر كي تبدأ في تنفيذ أنشطته، بل انطلقت الفعاليات المتنوعة فيه مع انطلاقة مهرجان القدس2011، ثم أقيمت فيه حتى هذا التاريخ مجموعة من الفعاليات الأدبية والتشكيلية والمعارض وبرنامج الأطفال بالتنسيق مع بعض المراكز الثقافية والفنية في مدينة القدس. لقد كان التحدي كبيرا أمام يبوس وكانت الاستجابة بنفس المستوى، فكان السير في مجال تنظيم وتنفيذ الأنشطة والفعاليات محاذياً للسير المتسارع من أجل إعادة ترميم وتأهيل مركز يبوس الثقافي. ويحق لنا في يبوس أن نفخر بهذه الروح الوثابة وبالنجاح في تحقيق إنجازات ملموسة نسعى إلى تطويرها وترسيخها، ونعمل من أجل ضمان خلق واقع اجتماعي ثقافي تفاعلي خلاق يساهم في إنعاش الحياة الثقافية في القدس. ممكن تلخيص الصعوبات والمشاكل الرئيسية التي أثرت على سير عملنا على النحو التالي : • الحصار المفروض على القدس وتقييد حرية التنقل مما يؤثر على عملنا على كافة الأصعدة، ليس فقط فنياً وإنما من ناحية محدودية الحضور للفعاليات، إذ اقتصرت على المقدسيين والضيوف الدوليين الذين يعيشون في المدينة وأهلنا من شمال فلسطين الأمر الذي يجعل مهمتنا أصعب. وهذا يضعنا في حلقة مغلقة من حيث الفرق والفنانين والمشاريع. فالفرق من العالم العربي لا يمكن أن تأتي إلى القدس وذلك بسبب وجود الاحتلال وموضوع التأشيرات والتزامنا جميعا بمعايير المقاطعة والفرق الفلسطينية من الضفة وغزة تحتاج إلى تصاريح من سلطات الاحتلال صعب استصدارها. • عدم وجود مرجعية بالمدينة والمقصود سياسية واجتماعية، وعدم وجود قيادة في الوقت الحالي أدت إلى وجود ممارسات "زعرنة" و"خاوات" وحتى عصابات تحاول فرض نفسها على القدس وهذا يتطلب تصدي كامل لها حتى على مستوى مؤسسات ثقافية واجهت وتواجه هذه العصابات. والمشكلة بهذا الصدد عدم تحرك أي جهة فلسطينية مسؤولة لتعمل على فرض الأمن والأمان بين الناس. • الحالة الاقتصادية العالمية بشكل عام وتأثيرها على سياسات الممولين. والعمل تحت الضغط والقلق بسبب ضبابية التمويل وبخاصة جزء الترميم منها. بالإضافة إلى عدم توفير الدعم الكافي لتغطية تكاليف التشغيل وتنظيم المشاريع وخصوصاً ألآن بوجود مركز ثقافي. مع العلم أن الدعم المقدم من الجهات الفلسطينية معدوم والجهات العربية محدود والجهات الأجنبية يتقلص تدريجياً. وجود قيود سياسية وعقبات قانونية متزايدة في القدس جعلت العمل يزداد صعوبة. • عدم وجود إستراتيجية سياسية وثقافية للقدس تضع على المؤسسات عبء كبير كونها تقوم بالعديد من الأمور للحفاظ على نفسها بالمدينة وعدم الإغلاق والهجرة إلى رام الله أو مدن أخرى. • محدودية الموارد والأشخاص المؤهلين في منطقة القدس، و إذا توافرت الخيارات في المدن الأخرى تبقى هناك صعوبة في توظيف هؤلاء الأشخاص بسبب مشكلة التصاريح، بالإضافة إلى أن الأشخاص المؤهلين ولديهم الخبرة تكون توقعاتهم عالية جداً بشأن الرواتب والتي بدورها تعتبر مشكلة كبيرة تواجه معظم المؤسسات العاملة في القدس. س2: ما النشاطات التي تقوم بها مؤسسة يبوس في القدس وما المحاور التي تركز عليها؟ تركز يبوس في عملها وضمن الخطة الاستراتيجية لها على تنظيم فعاليات مستمرة لخلق حالة ثقافية في المدينة. على أن يوفر مركز يبوس الثقافي فرصة لتوسيع شرائح الجمهور وخاصة شريحتي الشباب والمرأة. ويعمل على تشجيع الإبداعات الفنية وممكن أن يتم بالتعاون والتنسيق مع المراكز والمؤسسات الثقافية والفنية الفاعلة في مدينة القدس وفلسطين. ويمكن تلخيص أهم النشاطات: 1- تنظيم مهرجان القدس السنوي الذي ينظم في صيف كل عام منذ عام 1995. 2- تنظيم مهرجانات للأفلام وعرض أفلام. 3- تنظيم مهرجانات موسيقية مختلفة على مدار العام. 4- تنظيم أسابيع ثقافية مختلفة عربية ودولية . 5- تسويق للفرق الفلسطينية وتشجيع للإنتاجيات الفنية الفلسطينية . 6- تنظيم برامج مختلفة للأطفال وموجهة بالتعاون مع مدارس ومؤسسات ومراكز في القدس تضم ورشات للكتابات الإبداعية، وقراءة قصص، وحضور أفلام ونقاشها الخ. 7- من منطلق تفعيل الثقافة والأدب في مدينة القدس يتم تنظيم معارض وندوات ثقافية، و أمسية لقراءات أدبية و حوارات مفتوح. 8- تنظيم معارض فنية لمبدعين فلسطينيين في الخط العربي والفن التشكيلي، وبالتحديد التركيز على الإبداعات الشبابية من خلال برنامج يسمى "المعرض الأول". 9- تنظيم دورات في الدبكة الشعبية. 10- عضويةً يبوس في العديد من المنظمات والمنتديات المحلية والدولية والتي تشارك بها لتوسيع آفاقها للتعاون والتطور والتعريف بالوضع الثقافي في فلسطين. س3: مفتاح: كيف تقيمين الحالة الفنية، أو واقع الفن في القدس؟ وما مدى تأثير المؤسسة على الوضع الفلسطيني؟ وكيف يتم قياس هذا التأثير؟ لا يمكن فصل الحالة الفنية في القدس عن الحالة الفنية والثقافية في الوطن بشكل عام. هناك امتداد وعلاقة تكامل. ولكن هناك اختلاف بالمعطيات وشدة التعقيدات وفرض الإغلاقات والحصار على المدينة والأهم بقوانين المعركة حيث أن المعركة في القدس هي "معركة ثقافية".... لأننا وللأسف خسرنا المعارك الأخرى. الحالة الفنية في القدس تتأثر بالحالة الاقتصادية والاجتماعية كما أنها تتأثر بالأجواء المعنوية. اعتقد أن هناك حراك ثقافي قوي في المدينة تقوده المؤسسات المختلفة بهدف الحفاظ على وجودنا وخلق واقع جديد ولكن ما زال متقلب وغير مستقر. هناك العديد من الفعاليات الأسبوعية والموسمية في المدينة، مما تعطي الجمهور الحرية الكاملة بالاستمتاع واختيار الفعاليات كل حسب ذوقه. ولكن لكي نقول هناك "حالة" نحن نحتاج إلى عمل مستمر وتعاون، ونحتاج إلى استمرارية لسنوات وصمود، وإلى الانفتاح على ثقافات عالمية وعربية أخرى لإيصال رسالتنا. ومركز يبوس يلعب دور مهم في هذه المعركة الثقافية، وأعتقد أن الانجازات التي حققها يبوس هي التي تتحدث وتفرض نفسها كمثال ونموذج ناجح لمؤسسات ثقافية فيها إدارة ومتابعة ورؤية ومنهجية. وبالتالي من ممكن أن يتم الحديث عن تأثيرها على الحركة الثقافية الفلسطينية وكقصة نجاح في القدس ممكن أن يُحتذى به من قبل المؤسسات الأخرى. س4: قامت المؤسسة بعمل 17 مهرجان دولي للموسيقى العالمية والشرقية والجاز وأغاني الحرية والموسيقى الدينية، في الموقع الأثري (قبور السلاطين) وفي سوق القطانين ومواقع داخل وخارج أسوار القدس، حديثنا عن هذه المهرجانات وعن حضور أهل القدس وتفاعلهم معها؟ منذ سبعة عشرة عاماً ومهرجان القدس يواصل إمتاع الجمهور الفلسطيني بعروض موسيقية وراقصة عالمية وعربية ومحلية ظلت تقام حتى العام الماضي في قبور السلاطين في القدس إلا انه وبسبب ترميم هذا الموقع الأثري من قبل القنصلية الفرنسية العامة فان الأمسيات الموسيقية الكبيرة أقيمت في ساحة مؤسسة دار الطفل العربي في وادي الجوز. وشهد برنامج المهرجانات تنوعاً ملحوظاً منحه ديناميكية وحيوية ، حيث قدم للجمهور خيارات متعددة لتلبية اهتماماتهم وأذواقهم واستبعد الروتينية والنمطية في البرامج والفعاليات. فقد تضمنت المهرجانات فعاليات في الموسيقى والأدب والرقص، وأمسيات ومهرجان أفلام والمعارض الفنية وبرامج أيام مرح للأطفال وارتجالات في حدائق الفنادق. وحظيت المهرجانات في مجملها باهتمام ومتابعة جماهيرية واسعة، وبإقبال شرائح وفئات متعددة تمكنت المهرجانات من تلبيه عطشها واحتياجها عبر فعاليات ثرية من هذا الطراز الكمي والنوعي في مدينة القدس. س5: مفتاح: ما الانجازات التي ستحققها مؤسسة يبوس خلال السنوات القادمة؟ هناك خطة واضحة لدى الهيئة العامة ليبوس ومجلس إدارتها وطاقمها للثلاث سنوات القادمة بماذا يجب أن ينفذ ويتحقق ويمكن تلخيصه بالتالي: المحافظة على مركز يبوس الثقافي وضمان استمراره واستدامته من خلال الإدارة السليمة والمتابعة والشفافية الكاملة لضمان دعمه. وبرؤية فنية وبرامج منظمة مستمرة يومياً لضمان خلق حالة ثقافية في البلد وحث وتشجيع أهلنا وجمهورنا بالمشاركة المستمرة وفتح أفق التعاون مع الجميع ضمن قواعد واضحة والانفتاح على الفعاليات العالمية ونشر الثقافة الفلسطينية. وتحت هذا التوجه ستنظم العشرات من البرامج الفنية والثقافية في مركز يبوس الثقافي وفي مواقع أخرى في القدس. س6: كيف يمكن دعم الفن في القدس رسميا ًوشعبياً؟ بدعم وتعزيز صمود المؤسسات الثقافية ووقف هجرتها إلى مناطق أخرى أو حتى الإغلاق. فهناك العديد من المؤسسات التي لم تستطع الصمود أمام الضغوطات والقوانين المفروضة علينا فأغلقت أبوابها أو هاجرت القدس إلى مناطق يسهل العمل بها. حيث تقوم المؤسسات الثقافية بلعب دور كبير في تعزيز الصمود من خلال نشاطاتها وبرامجها بإعطاء الأمل للناس وخلق فرص عمل لهم وتعريفهم بثقافات أخرى، وتحافظ على الهوية الثقافية الفلسطينية. دعم الفن ممكن أن يتم: من خلال دعم المؤسسات الثقافية المقدسية لتنفيذ مشاريعها في المدنية وتعزيز حضورها، وخلق مكتبات عامة ومتاحف وقاعات عروض ومسارح. وعلى أن يتحمل الجميع من سلطة وطنية وحكومة ومؤسسات مجتمع مدني وقطاع خاص وأفراد مسؤوليته اتجاه القدس لضمان استمرار عمل المؤسسات. اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647 القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14 حي المصايف، رام الله الرمز البريدي P6058131
للانضمام الى القائمة البريدية
|