تعرض هذه الزاوية العديد من الوثائق و المستندات المهمة و المتعلقة بالقضية الفلسطينية و الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
×
النص الكامل لخطاب الرئيس بافتتاح مؤتمر القدس الدولي في الدوحة
الدوحة - اتفق الرئيس محمود عباس وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني في كلمتيهما في افتتاح 'المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس وحمايتها' على ضرورة طرح قضية القدس على مجلس الأمن الدولي.
ودعا الرئيس عباس العرب والمسلمين إلى زيارة القدس، مشددا على أن 'زيارة السجين نصرة له ولا تعني بأي حال تطبيعاً مع السجان'، لافتا إلى أن 'القدس يجب أن تكون العُنوانَ المركزي في علاقات الدول العربية والإسلامية مع دول العالم'. وفي دعوته الأخوة العرب إلى دعم القدس وصمود أهلها، أستشهد الرئيس بقول الرسول عليه الصلاة السلام عندما سئل عن المسجد الأقصى حيث أمر بزيارته والصلاة فيه، وقال 'فمن لم يستطع زيارته فليهد إليه زيتا يُسرج في قناديله' أي أن الدعم المادي لتعزيز صمود القدس وأهلها، قد يكون زيت زيتون أو زيت نفط أو أي شيء آخر. وقال سيادته في كلمته بافتتاح المؤتمر الذي بدأ أعماله في العاصمة القطرية الدوحة، يوم الأحد 26/2/2012، إن تقديم إجاباتٍ شافيةً على التحديات الماثلة أمامنا هي مسؤولية كبيرة، تفرض على كل الحريصين على القدس اعتماد السياسات، وتوفير الإمكانات لضمان النجاح في الحفاظ على طابعها العربي الإسلامي والمسيحي. وأوضح، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تُسَرِّعُ وبشكل غير مسبوق، وباستخدام أبشع وأخطر الوسائل، تنفيذ خطط ما تعتبرهُ المعركةَ الأخيرةَ في حربها الهادفةِ لمحو وإزالة الطابع العربي الإسلامي والمسيحي للقدس الشرقية، سعياً لتهويدها وتكريسها عاصمة لدولة الاحتلال. وفيما يلي النص الكامل لخطاب سيادته: بسم الله الرحمن الرحيم 'سُبْحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى الذي باركنا حولَه لنُرِيَهُ من آياتنا إنه هو السميعُ البصير'. صدق الله العظيم صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني دولة رئيس وزراء المملكة المغربية السيد عبد الإله بن كيران معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد نبيل العربي أود في البداية أن أتقدمَ بفائق الشكر والتقديرِ لأخي صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على استضافة قطر لهذا المؤتمر الهام في الدوحة، التي وقعنا في رحابها قبل فترة قصيرة إعلانا يُسَرِّعُ خطواتِ تنفيذِ اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية، الذي سبق أن وقعناه في القاهرة وينهي النقاط العالقة، كما أشكر أخي معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية وأمانتها العامة وطاقمها، وجميع من أسهم في التحضير لعقد هذا المؤتمر. السيدات والسادة، ينعقد المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس وحمايتها اليوم في ظل مرحلة دقيقة جدا واستثنائية، تتعلق بعاصمة فلسطين وقلبها النابض، وما تواجهه من تحدياتٍ وأخطار من غير المسموح بعد الآن تجاهلها وعدم التصدي لها. إن تقديم إجابات شافية على التحديات الماثلة أمامنا هي مسؤولية كبيرة، تفرض على كل الحريصين على القدس اعتماد السياسات، وتوفير الإمكانات لضمان النجاح في الحفاظ على طابعها العربي الإسلامي والمسيحي، فهي مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، وهي مدينة المسجد الأقصى المبارك، ومسجد قبة الصخرة المشرفة ،ومدينةُ كنيسةِ القيامة ودرب الآلام، والمدينة التي يجب أن تكون رمزا للسلام. وفي هذا الإطار لا بد لنا من التركيز على قراءة ما هو عام ورئيس في ما تتعرض له القدس من مخططاتٍ إسرائيليةٍ، حيث يُمَكِّنُنَا ذلك من استخلاص استنتاجات محددة تُثْبِتُ ارتقاءَ أدائنا إلى مستوى هذه التحديات. إن متابعة وقائع ما شهدته وتشهده القدس خلال السنوات القليلة الماضية واليوم من ممارسات الاحتلال، تقود إلى استنتاج واحد، هو أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تُسَرِّعُ وبشكل غير مسبوق، وباستخدام أبشع وأخطر الوسائل، وتنفيذ خطط ما تعتبرهُ المعركةَ الأخيرةَ في حربها الهادفةِ لمحو وإزالة الطابع العربي الإسلامي والمسيحي للقدس الشرقية، سعيا لتهويدها وتكريسها عاصمة لدولة الاحتلال، خلافا لقرارات مجلس الأمن والتي يفوق عددها 15 قرارا تدعو إسرائيل إلى التراجع عن إجراءاتها وتعتبرها باطلة، وهنا أبدي تأييدي لاقتراح سمو الأمير بطرح قضية القدس على مجلس الأمن الدولي. السيدات والسادة إن محاولات سلطة الاحتلال تحقيق هدفها النهائي من هذه الخطط في القدس تتم على ثلاثة محاور مُتلازمة ومُتداخلة ومُتزامنة: المحور الأول: تعمل سلطة الاحتلال من خلاله على تغيير معالم وبنية المشهد المقدسي بأدق تفاصيله، معتقدين أنهم بذلك يستطيعون أن يمسحوا من ذاكرة العالم ووعيه ما يستحضره ذِكرُ اسم القدس على الفور من صورةِ القبة الذهبية المتلألئة لمسجد قبة الصخرة المشرفة، وعمقِ ورسوخِ الصورةِ البصريةِ الباهرة لِتَجَاوُرِ وتآخي مآذن المساجد وقباب الكنائس، في ظلالِ أسوار المدينة الشاهدة على تاريخ وذكريات ووقائع، ومتوهمين أنهم قادرون على استبدالها، وإحلالِ مشهدٍ مُغايرٍ يخدم أوهامَ الخُرافاتِ وغَطرسةَ القوة، وأنهم بِحُكْم القوة الغاشمة تلك قادرون على ابتداع تاريخ وتثبيت مزاعم، وإلغاء حقائق دينية وتاريخية. وفي هذا السياق تشهد القدس تسارعا غيرَ مسبوقٍ في الهجمة الاستيطانية، حيث يجري العملُ ليلَ نهار، لاختلاق تفاصيل مصطنعة في المشهد المقدسي، تتناقض وخصائصَه المعمارية وجذورَه الحضارية والثقافية العربية المؤسِسة لهوية مدينة الأقصى وكنيسة القيامة. فمنذ أن أقدمت سلطات الاحتلال على إزالة حي المغاربة بعد حرب عام 1967 داخل البلدة القديمة في القدس، لا تزال تواصل هدم البيوت التي تحمل رمزية تاريخية مثل كرم المفتي وغيرها، وتبني المستوطنات في أكثر من موقع على أراضٍ تمت مصادرتها من مواطني المدينة المقدسة. وبالرغم من الإمكانات الهائلة التي وضعتها سلطات الاحتلال تحت تصرف المتطرفين ليقوموا بالحفريات المتواصلة التي تُهدد بتقويض المسجد الأقصى، بهدف استخراج شواهد تدعم الرواية الإسرائيلية اليهودية، فإنها فشلت فشلا ذريعا، لكن ذلك لم يمنعها من مسابقة الزمن بتنفيذ كل ما شأنه إضفاء الطابع اليهودي على المدينة، من بناء كُنُس لحجب مشهد الأقصى، وإعدادِ مُجَسَّماتٍ لما يسمونه الهيكل بهدف بنائه على أنقاض الأقصى، إلى إقامة ما يسمى بالحدائق التوراتية على حساب أراضي وبيوت المقدسيين. وفي نفس السياق تتم إحاطة القدس بجدار الفصل العنصري، وبطوقٍ من المستوطنات لِعزلِ المدينة عن محيطها في الضفة الغربية، ومَنْع التواصل ما بين شمال الضفة وجنوبها. المحور الثاني: استكمال خطة التطهير العرقي. لقد بدأ الاحتلال منذ يومه الأول عام 1967 في تنفيذ مخططٍ هدفهُ دفعُ المواطنين الفلسطينيين إلى مغادرة مدينتهم، من خلال إرهاق المقدسيين بترسانة من الضرائب المتعددة والباهظة، المرتبطة بإجراءات عقابية، لإجبار التجار وأصحاب الأعمال ومجمل المواطنين على إقفال مصالحهم ومغادرة المدينة، واتبعت سلطات الاحتلال سياسة رَفضِ مَنحِ رُخصٍ لبناء البيوت، والقيام بهدمِ البيوت التي ترى أنها بُنيت دون موافقتها، ووصلت هذه المخططات ذروتها باتباع سياسة مصادرةِ هويات المقدسيين وحرمانهم من الإقامة في مسقط رأسهم، بل إن الأمور أخذت منحى تصعيديا خطيرا خلال الشهور الماضية، عندما أقدمت السلطات الإسرائيلية على اعتقال نوابٍ مقدسيين، وإصدار وتنفيذ أوامرَ بإبعادهم عن مدينتهم وعائلاتهم، ومقابل ذلك يدفع الاحتلال بالمستوطنين للاستيلاء على البيوت العربية وإجبار سكانها على مغادرتها. إن ما تنفذه سلطات الاحتلال هو تطهير عرقي، بكل ما يعنيه ذلك، ضد المواطنين الفلسطينيين، لجعلهم في أحسن الحالات أقلية في مدينتهم، لهم صفة المقيم فقط، مقابل تعزيز الوجود اليهودي ببناء المزيد من المستوطنات. المحور الثالث: تعمل سلطات الاحتلال من خلاله على إفقار المدينة المقدسة وتدمير بنيتها التحتية وضرب مواردها الاقتصادية، وهي التي كانت على الدوام وفي كل العصور عنوانا للازدِهار ومركزا رئيسا للنشاط الاقتصادي والسياحي والطبي والتعليمي، وحاضنة للنشاط الثقافي والفكري والفني في فلسطين، ولتحقيق ذلك أقفلت سلطات الاحتلال مقارَ العديد من المؤسسات الفلسطينية، كبيت الشرق ومقار النقابات المهنية والعمالية والغرفة التجارية، التي تأسست في ثلاثينات القرن الماضي، أي قبل نكبة 48 وقيام إسرائيل، كما ترفض منح التراخيص لبناء المستشفيات والجامعات والمدارس والفنادق والبيوت والمراكز التجارية، وسَنَّتْ قوانين واتخذت إجراءات للسيطرة على حركة السياح الأجانب لإبعادهم عن فنادق المدينة التي يمتلكها الفلسطينيون. وكان الإجراءُ الأخطر، إضافةً إلى تطويق القدس بسلسلة مستوطنات لفصلها عن بقية أجزاء الضفة الغربية، هو نَصْبُ سلطات الاحتلال للحواجز الدائمة منذ التسعينات، والتي بموجبها أصبح المواطنون الفلسطينيون ممنوعين من دخول القدس سواء كان ذلك للصلاة أو للعمل أو للعلاج أو للدراسة أو للتسوق أو لزيارة أقاربهم وعائلاتهم إلا بتصاريح يكون الحصول عليها شبه مستحيل. نعم إن أبناء شعبنا من غزة والضفة الغربية ممنوعون من زيارة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لأداء الصلاة والشعائر الدينية، فأين هي حرية العبادة، التي هي حق أساسٌ لكل إنسان طبقاً لكل المعاهدات الدولية؟. لقد ولد و كَبُرَ في فلسطين، أيتها السيدات والسادة، جيل ليس بإمكانه التوجه لزيارة مدينته المقدسة، التي تبعد عن مدينته أو قريته أو مخيمه مسافة يمكن قطعها في بضع دقائق أو في نصف ساعة من أبعد الأماكن. لقد أدى هذا الإجراءُ إلى ما يمكن أن نُشَبِّههُ بتوقف تدفق الدم من الشرايين إلى القلب، فالقدس على مدى تاريخها كانت تستقبل يوميا عشراتِ الآلاف من أبناء المدن الفلسطينية الأخرى الذين كانوا يتدفقون إلى أماكنها المقدسة وأسواقها ومدارسها ومستشفياتها ومشاغلها وورشها. إن الاحتلال يهدف إلى حرمان القدس من أداء دورها التاريخي والديني، ويريد أن يلغي تَمَيُّزَها كمركزٍ حضاري طليعي وعالمي، لم يتوقف يوما عن الإسهام في الحضارة الإنسانية وإغنائها، ساعيا لتحويلها إلى أحياء قديمة متداعية، ومساجد وكنائس مهجورة، وأسواق وشوارع خالية، يريد أن يعيد جوهرة فلسطين وزهرة مدائنها قرونا إلى الوراء. السيدات والسادة، هذه هي شواهد الواقع في مدينة الأنبياء، وهذه هي التحديات المطروحة على الأمتين العربية والإسلامية والمسيحيين في جميع أنحاء العالم، وإذا اتفقنا على تحديد أهداف مخططات الاحتلال، يصبح من اليسير أن نحدد سبل المواجهة. إن أحد أهم استنتاجاتنا، الذي يرقى إلى مستوى التحدي، هو بالتشديد على أن المطلوب هو دعم صُمودِ وثباتِ المقدسيين حُماةِ المدينة المقدسة، الذين رغم الصورة المظلمة التي تُولِّدُها ضخامةُ ووحشية الهجمة الاحتلالية فإنهم يَبْقون شُعاعا للأمل وضمانةً للنجاح والصمود، لأنهم أبناء القدس القابضون على الجمر في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، وهم أهل أرض المحشر والمنشر ومهما كانت المحاولاتُ والمخططاتُ، ستبقى القدسُ عربية القلبِ والوجدانِ والروحِ واللسان، وسيبقى المقدسيون ومعهم أبناءُ شعبهم جميعا يتحدون الظروفَ المستحيلة، يعيشون في مدينتهم، يَعْمُرون ويَحْمُون الأقصى ومساجدَ وكنائسَ المدينة، فعندما لَوَّحَتْ إسرائيلُ بمصادرة هويات المقدسيين غير المقيمين في المدينة سارع الآلافُ للعودة إليها، وسكنت بعض الأسر بأعداد كبيرة في غرف صغيرة لإفشال مخطط الاحتلال. أيضا، أُشير هنا إلى أن هناك عديدَ الدراسات والمشاريع التفصيلية في مختلف القطاعات، والتي وُضِعَت خلال العقود الماضية حول ما يتعين عمله لإنقاذ القدس، وأن هناك آلياتٍ فلسطينيةً معتمدة وكوادرَ مهنية شهدت على قدراتها وكفاءاتها وشفافية عملها كل المؤسسات المالية الدولية، قادرة على تنفيذ أية مشاريع تطرح، وأُذَكِّر أيضاً بأن هناك قراراتٍ اتخذت في القمم العربية، وآخرُها قمة سرت الثانية حول دعم القدس والتي لم تجد طريقها للتنفيذ. ولقد اتفقنا مع منظمة التعاون الإسلامي مؤخرا، التي تبنت الخطة التي أعددناها للقدس بأن نعمل سويا حتى تقوم كل الدول العربية والإسلامية القادرة بتبني قطاع من قطاعات تعزيز صمود شعبنا في القدس كالصحة والتعليم والسكن والبنى التحتية والثقافة والأماكن الدينية والتجارة والاقتصاد وغيرها، وبالأمس أثناء لقائي مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور إكمال الدين إحسان أوغلو قمنا بالاتفاق على الخطة وآليات تنفيذها، وسوف يقوم الدكتور أغلو شخصيا بمتابعة تنفيذ هذه الخطة التي نأمل بأن تكون بمثابة أفعال لتعزيز صمود أبناء شعبنا في القدس الشريف، وبهذه المناسبة أشكر البنك الإسلامي على ما يقدمه من مشاريع لدعم صمود أهلنا في المدينة. وبهذه المناسبة أود أن أُعبر عن تقديرنا الكبير لـ'وثيقة القدس' التي أعلن عنها فضيلة شيخ الأزهر قبل أيام في اختتام المؤتمر الخاص بالقدس الذي عقد في القاهرة لما تضمنته من رؤية واضحة وما اقترحته من خطط وفعاليات. وأشير في هذا السياق إلى تقرير قناصل الاتحاد الأوروبي حول القدس. السيدات والسادة إن أساس أي عمل نقوم به يستند إلى إدراك وتثبيت مركزية القدس بالنسبة للقضية الفلسطينية، وانطلاقا من ذلك يأتي تمسكنا بموقفنا المبدئي، بعدم استئناف المفاوضات طالما لم تنفذ سلطات الاحتلال التزاماتها بوقف الاستيطان وبخاصة في القدس. وهنا تقتضي الضرورة منا العمل على عدة محاور منها: المحور الأول: إن قضية القدس يجب أن تصبح العُنوانَ المركزي والأساس والجوهري في علاقات الدول العربية والإسلامية السياسية والاقتصادية مع دول العالم، ويتوجب علينا جميعا بلورة خطة عمل موحدة مع الكنائس المسيحية المختلفة المعنية بالحفاظ على الكنائس كأماكن للعبادة وليس أماكن للسياحة، بخاصة أن هناك عشرات الآلاف من المؤمنين المسيحيين يقومون بالحج سنويا إلى الأرض المقدسة. وعليه ومن هذا المنبر نؤكد أن ما يسمى بقانون ضم القدس الذي سنته إسرائيل في السابع والعشرين من حزيران عام 67 هو باطل، باطل، باطل! إن القدس الشرقية هي العاصمة الأبدية لفلسطين. المحور الثاني: السعي لتعزيز البنية التحتية للمجتمع المقدسي عبر تبني المشاريع المخصصة لدعم المؤسسات وغيرها من المشاريع في المدينة المقدسة، ويمكننا هنا توسيع مجال المشاركة لتشمل المؤسسات الأهلية إلى جانب الحكومات العربية والإسلامية، فهناك مجالات واسعة لبناء علاقات توأمة وشراكة بين مؤسسات متماثلة في مختلف القطاعات التربوية والتعليمية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وهناك مجالات واسعة لإحداث فارق نوعي عبر سلسلة مشاريع صغيرة تُشرِك أكبر عدد ممكن من المواطنين العرب المسلمين والمسيحيين في الجهد المطلوب، ويبرز هنا الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه رجال الأعمال والقطاع الخاص من الدول العربية. المحور الثالث: يرتبط بإبداع حالة تواصل دائم مع أبناء القدس لكسر الحصار المفروض عليها وعليهم، وأشير هنا إلى دورٍ طليعي يقوم به إخوتنا في مناطق 48 حيث يقومون وبشكل متواصل بتنظيم زيارات تضم الآلاف منهم، حيث يتدفقون نحو المدينة المقدسة المحاصرة بالمستوطنات وجدار العزل العنصري وحواجز الاحتلال، فَتَعمُرُ مساجدُها بهم وتنتعش أسواقها، ويشعر أبناؤها الصامدون أنهم ليسوا وحدهم. ومن هنا تبرز ضرورة أن نشجع كل من يستطيع وبخاصة إخوتنا من الدول العربية والإسلامية إضافة إلى إخوتنا العرب والمسلمين والمسيحيين في أوروبا وأميركا على التوجه لزيارة القدس. إن هذا التحرك سيكون له تداعياته السياسية والمعنوية والاقتصادية والإنسانية، فالقدس تخصنا وتمسنا جميعا ولن يستطيع أحد منعنا من الوصول إليها. إن تدفق الحشود إليها وازدحام شوارعها والأماكن المقدسة فيها، سيعزز صمود مواطنيها، ويسهم في حماية وترسيخ هوية وتاريخ وتراث المدينة المُستَهدَفَيْن بالاستئصال، وسيُذَكِّر المحتلين أن قضية القدس هي قضية كل عربي وكل مسلم وكل مسيحي. وأؤكد هنا أن زيارة السجين هي نصرة له ولا تعني بأي حال من الأحوال تطبيعا مع السجان. وعلينا أن نتذكر دائما حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: 'لا تُشَدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجدِ الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا'. ولم يكن المسجد الأقصى حينها تحت حكم المسلمين، بل كان تحت حكم الرومان، والحديث عام في كل الظروف والأحوال والأوقات. وأدعو الأخوة العرب إلى دعم القدس وصمود أهلها، وأستشهد بقول الرسول عليه الصلاة السلام عندما سئل عن المسجد الأقصى حيث أمر بزيارته والصلاة فيه، وقال 'فمن لم يستطع زيارته فليهد إليه زيتا يُسرج في قناديله' أي أن الدعم المادي لتعزيز صمود القدس وأهلها، قد يكون زيت زيتون أو زيت نفط أو أي شيء آخر. لقد أُسرِىَ بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ليلة الإسراء والمعراج وصلى بالأنبياء في المسجد الأقصى، ولم يكن الأقصى يومها تحت حكم المسلمين بل تحت حكم الرومان. وقبل ذلك مكث عليه الصلاة والسلام أعواما طويلة في مكة المكرمة يصلي بالكعبة وفيها عشرات الأصنام، ولم يكن ذلك اعترافا منه بشرعية الأصنام، بل تأكيد لحقه المشروع في المسجد الحرام. وعندما أراد أن يزور المسجد الحرام بعد الهجرة اضطر إلى الحصول على موافقة مشركي قريش الذين كانوا يسيطرون على مكة المكرمة، ولا يجرؤ أحد أن يَدَّعي أنه عليه الصلاة والسلام قد طَبَّع علاقاته معهم، فزيارة السجين ليست كما قلنا تطبيعا مع السجان. ثم هل حَرَّم أحدٌ من فقهاء المسلمين زيارة القدس والأقصى عندما كانا تحت حكم الصليبيين؟ وهل تَوَقَّفَ المسلمون عن زيارة القدس إبان الانتداب البريطاني والمندوب السامي يسكن القدس على قمة جبل المكبر المطل على المسجد الأقصى، ويشرف على المدينة المقدسة ويديرها؟ ومرة أخرى نعود لنؤكد لكم: إن زيارة السجين لا تعني تطبيعا مع السجان. حضرة صاحب السمو السيـد الأميـن العام السيـدات والسـادة إن رسالة أهلنا في القدس إليكم تتلخص بالتالي: نحن أهل الأرض المقدسة، أهل الرباط، نُدرك حجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا، ويُشرفنا حفظ الأمانة التي أودِعنا إياها. ولنا الفخر أننا نقف في قلب المعركة وعلى خط الدفاع الأول عن القدس. فالقدس هي عنوان هويتنا، وهي البداية والنهاية، وهي مفتاح السلام، هي واسطة عقد مدننا، والقلب النابض لوطننا، ودُرة تاجنا الفلسطيني والعربي والإسلامي والمسيحي، عاصمة وطننا التاريخية الأبدية، دولة فلسطين المستقلة. عهدنا ثابت كما هو دائما لله العلي القدير، ثم لأشقائنا العرب والمسلمين والمسيحيين، ونُؤكد لكم أننا صامدون هنا، راسخون هنا، كنا هنا، وسنبقى هنا نحمي قُدسُنا، وحتما سيأتي يوم حريتنا واستقلالنا. 'كتب الله لأَغلبنَّ أنا ورُسُلي إن الله قوىّ عزيز' صدق الله العظيم والسلام عليكم
×
نص «إعلان الدوحة»
الدوحة -الثلاثاء, 07 فبراير 2012-أ ف ب - وقع الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل أمس في الدوحة اتفاقاً نص على تولي الأول رئاسة حكومة توافقية من التكنوقراط المستقلين من أجل الإشراف على الانتخابات. وفي ما يلي النص الكامل لـ «إعلان الدوحة» الذي رعاه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني:
«تحت رعاية حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، وتأسيساً على اتفاق المصالحة الذي تم في القاهرة برعاية جمهورية مصر العربية الشقيقة بين سيادة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، والأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عقد اجتماع بينهما في الدوحة بتاريخ الخامس من شباط (فبراير) عام 2012 جرى خلاله استعراض الخطوات التي تمت حتى الآن لتنفيذ آليات اتفاق المصالحة والعقبات التي اعترضت تنفيذه، وأكدا ضرورة تذليلها. وبروح من المسؤولية والصراحة والشفافية والإصرار على التطبيق الأمين والدقيق لاتفاق المصالحة ببنوده كافة. تم الاتفاق على ما يلي: أولاً: التأكيد على الاستمرار بخطوات تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتطويرها من خلال إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني بشكل متزامن مع الانتخابات الرئاسية والتشريعية. كما تم الاتفاق على عقد الاجتماع الثاني للجنة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتطويرها بتاريخ 18/2/2012 في القاهرة. ثانياً: تشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطينية من كفاءات مهنية مستقلة برئاسة سيادة الرئيس محمود عباس تكون مهمتها تسهيل الانتخابات الرئاسية والتشريعية والبدء بإعمار غزة. ثالثاً: التأكيد على استمرار عمل اللجان التي تم تشكيلها، وهي لجنة الحريات العامة المكلفة معالجة ملفات المعتقلين والمؤسسات وحرية السفر وعودة الكوادر إلى قطاع غزة وجوازات السفر وحرية العمل ولجنة المصالحة المجتمعية. وفي هذا السياق، أبلغ الرئيس محمود عباس المجتمعين بأنه تم إطلاق 64 معتقلاً في إطار الاتفاق بإطلاق جميع المعتقلين. رابعاً: التأكيد على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة لبدء عمل لجنة الانتخابات المركزية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس. وعبر سيادة الرئيس محمود عباس والأخ خالد مشعل عن بالغ شكرهما وتقديرهما للجهود المخلصة التي بذلها سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد من أجل إتمام عملية المصالحة وإنهاء حال الانقسام في الساحة الفلسطينية لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية من أجل الصمود وإنهاء الاحتلال واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، بما فيها قيام دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». الموقعون محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية. خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي في حركة حماس الشاهد، حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر
×
موعد مع الحرية
أبرز معالم خطة العام القادم: وتحدد الخطة في عامها الثاني، والتي سميت 'موعد مع الحرية'، الآليات التي ستتبعها الحكومة لمواصلة بناء المؤسسات في 4 محاور أساسية. ويشمل المحور الأول العمل المكثف لفرض سيادة القانون وتحقيق العدالة وحماية حقوق الإنسان، عبر تعزيز قدرات النظام القضائي بوسائل مختلفة منها تعيين عدد آبير من القضاة الجدد في السلطة القضائية، وإقرار نظام للعقوبات يحترم حقوق الإنسان، وإنشاء مرآز للطب الشرعي، وتشجيع منظمات المجتمع المدني على إصدار التقارير حول أداء المؤسسات العامة فيما يتعلق بحقوق الإنسان. ويرآز المحور الثاني على تحسين أداء القطاع الحكومي عبر سلسة خطوات إصلاحية تضمن محاربة الفساد، والانضمام للاتفاقيات الدولية لمكافحته، ومساءلة المسؤولين ضمن إطار عام شفاف ومهني، وتعزيز التواصل بين الحكومة والجمهور عبر وسائل الإعلام، وإجراء استطلاعات للرأي لقياس مدى رضى المواطنين عن أداء الحكومة والاستفادة منها في تحسينه. أما المحور الثالث فيتضمن تحسين الخدمات العامة المقدمة للمواطنين في قطاعات التعليم، والتأمين الصحي، والبنية التحتية، وتشجيع الثقافة، والعمل لتمكين المرأة وضمان إسهامها الكامل في عملية بناء الدولة الفلسطينية. وعلى صعيد التعليم تنوي الحكومة تخصيص أآثر من 55 مليون دولار لصالح التعليم العالي، لتقديم قروض ومنح دراسية لأآثر من 1200 طالب، وبناء 700 قاعة تدريس جديدة، و 100 مختبر للحاسوب، و 100 وحدة صفية لذوي الاحتياجات الخاصة، و 50 مختبرا للعلوم. وفي مجال الصحة سيتم تأهيل وتوسيع 14 مستشفى في الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى تطوير نظام التأمين الصحي. وتشمل الخطة الحكومية في محورها الرابع العمل على تمكين القطاع الخاص بما يعزز القدرات الذاتية للاقتصاد الوطني، ويؤدي إلى إنهاء الاعتماد على المساعدات المالية الخارجية، حيث تتوقع الحكومة انخفاضا في العجز الجاري للموازنة لنحو 13 % من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2011 ، بالمقارنة مع 18 % في العام 2010 و %22 في العام 2009 . آما سيتم تقليص الاعتماد على المساعدات الخارجية المخصصة لتمويل النفقات الجارية من . حوالي 1.8 مليار دولار في العام 2008 إلى 1.0 مليار دولار في العام 2011 وستعمل الحكومة على تحسين فرص التصدير الزراعي، وتحقيق نمو إضافي في القطاع السياحي، وتعزيز قدرات الاقتصاد الوطني لضمان تحقيق تنمية مستدامة، وذلك عبر مواصلة الجهد لبناء المناطق الصناعية في جنين، وبيت لحم وأريحا وتعزيز التواصل التجاري مع الخارج بتحديد ودراسة 10 أسواق إستراتيجية لترويج المنتجات الفلسطينية فيها. أما قطاع العدالة وسيادة القانون، فيهدف إلى ترسيخ سيادة القانون، وفصل السلطات في الدولة الفلسطينية الديمقراطية التي تصون حقوق وحريات مواطنيها، وضمان عمل جميع المؤسسات والالتزام بأحكام القانون العام، والحفاظ على استقلالية السلطة القضائية وإدارة منظومة المحاآم وفقا لأسس النزاهة والحيادية والنجاعة. ويهدف القطاع ذاته إلى تطوير البنية التحتية والإدارية، وتطوير العدالة الجنائية، وتطوير البنية التشريعية، ورفع القدرات الفنية المتخصصة، وحماية الحريات العامة والخاصة وضمان حقوق الإنسان. أما قطاع الأمن، فيهدف إلى تعزيز الأمن والأمان للوطن والمواطن في ظل ضمان آرامة وحرية وحقوق الإنسان، وبناء مؤسسة أمنية مهنية ورشيدة، ومكافحة الجريمة وتعزيز العدالة الجنائية، وتقديم خدمات سجل السكان بكفاءة وفاعلية وعدالة، وتعزيز الشراآات المحلية والإقليمية والدولية. آما يهدف إلى تحديث وتطوير البيئة القانونية والأطر التشريعية، وتطوير هيكلية المؤسسة الأمنية، وتعزيز الفعالية والمهنية وبناء القدرات، وتعزيز التكامل ما بين قطاع الأمن والعدل، وتقديم خدمات سجل السكان بكفاءة وعدالة وفعالية، وتنمية وتعزيز الشراآات المحلية والإقليمية والدولية، وتجهيز البنى التحتية. وبالنسبة لقطاع العلاقات الدولية، فيهدف إلى إسناد الجهد المبذول على الساحة الدولية لحشد الدعم الدولي لقيام دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان مشارآة فلسطين الكاملة والفاعلة في أسرة المجتمع الدولي، وتفعيل مساهمتها البناءة فيها، والسعي إلى انجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية في المحافل الدولية، وتوطيد العلاقات وقنوات الاتصال بين الفلسطينيين في الشتات وأقرانهم المقيمين في فلسطين. آما يهدف إلى المساعدة في التحضير لإقامة الدولة، وتطوير الخدمات القنصلية، وتطوير قدرات السلك الدبلوماسي، والانضمام إلى المنظمات الدولية. أما قطاع المال، فيهدف إلى السعي إلى تحقيق النمو الاقتصادي المستدام من خلال إتباع سياسات مالية سليمة تضمن تقليص الاعتماد على المساعدات المالية الخارجية، وتعزيز القدرات الذاتية للاقتصاد الوطني، وتطوير قطاع المصارف والقطاع المالي بما يضمن تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار، وتطوير الأنظمة المالية والرقابية. آما يهدف إلى إدارة فعالة ومتميزة ونزيهة وشفافة للمال العام وللمساعدات الدولية، وتعزيز النظام النقدي، وتعزيز سلامة الجهاز المصرفي، وتطوير نظام التقاعد. أما قطاع التنمية الإدارية، فيهدف إلى استكمال عملية البناء المؤسسي واستمرار تطوير المؤسسات الرسمية بما يمكنها من المساهمة الفاعلة في تحقيق إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة، الفلسطينية المستقلة والديمقراطية، واستمرار تطوير بنى وهياآل وقدرات القطاع العام ليقدم أفضل الخدمات للمواطنين بأعلى آفاءة وأقصى فاعلية ضمن أفضل مردود ممكن للموارد المالية المتوفرة. آما يهدف إلى تطوير وتقييم السياسات الحكومية، وبناء هيكل تنظيمي حكومي فعال ومتجانس، وتعزيز ثقافة ومبادئ الخدمة العامة، وتطوير عمل ديوان الموظفين، وتطوير عمل ديوان الرقابة الإدارية والمالية وفقًا للممارسات الدولية الفضلى، وخدمة رقابة ذات جودة ومصداقية عالية تعزز الاستقرار المالي والإداري، وإآمال تحضير الوثائق والأدلة اللازمة لعملية دمج الهيئات، وتعزيز العملية الديمقراطية، وتحسين وضع البنية التحتية في الهيئات المحلية، وتعزيز قدرات الحكم المحلي. أما قطاع الإعلام، فيهدف إلى الارتقاء بشفافية الحكومة وتعزيز وسائل مساءلتها، وضمان حق المواطن في الحصول على المعلومات العامة، ونشر أجندة السياسات التي تتبناها الحكومة وتقارير عن أدائها بصورة دورية للجمهور، وتعزيز العمل على إنشاء قطاع إعلامي مستقل ومهني ونزيه، وتطوير العمل الإعلامي. وبالنسبة لقطاع المعلومات والإحصاء، فيهدف إلى توفير البيانات والإحصاءات، الشاملة والدقيقة، اللازمة لتطوير السياسات والخطط الوطنية، والعمل باستمرار على تحديثها ومواءمتها مع المعايير الدولية المرعية. آما يهدف إلى تطوير الخطط الوطنية، وبناء قواعد البيانات الخاصة بقضايا الجدار والاستيطان وبناء السجلات المرآزية والإدارية، وتنفيذ التعدادات المختلفة، وبناء نظام مراقبة للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والحكم الرشيد، والمساهمة في بناء القدرات الإحصائية لدى المؤسسات الحكومية. أما قطاع إدارة الأراضي فيهدف إلى حماية الأرض الفلسطينية وحقوق ملكيتها، من خلال تطوير سجل شامل ودقيق يمكن الإطلاع عليه، وتسهيل إجراءات نقل الملكية وبما يضمن إنفاذ القانون، والتأآد من أن التخطيط المكاني وتنظيم استخدامات الأراضي يكفلان تلبية مختلف الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للمواطنين في الحاضر والمستقبل. آما يهدف إلى تطويب وتسجيل أراضي فلسطين، وزيادة آفاءة وفاعلية المؤسسة سلطة الأراضي وحصر وتسجيل أملاك الدولة والأراضي الوقفية، ومخططات هيكلية، وتطوير المخطط الوطني المكاني، حماية الأراضي الفلسطينية من المصادرة والاستيطان، وتهيئة استلام المستوطنات المخلاة. أما في مجال التنمية الاقتصادية، ويقسم إلى قطاعات أولها، قطاع الصناعة والخدمات وتعزيز بيئة الأعمال ،يهدف في الخطة إلى البدء ببرامج اقتصادية وإيجاد مؤسسات تنظيمية تضمن خلق بيئة تمكن القطاع الخاص والازدهار وتعزز القدرات الذاتية لاقتصاد دولة فلسطين، والعمل مع القطاع الخاص على بناء القدرات الإنتاجية الفلسطينية (الصناعية والخدماتية) وتحديثها ودعم توسع المشاريع الصغيرة والمتوسطة بصورة سريعة. أما قطاع التجارة الخارجية والاستثمار، فستعمل الحكومة على اتخاذ الاستعدادات والتحضيرات التي تكفل تحقيق توسع في قطاع الصادرات الفلسطينية، والسعي لانضمام فلسطين إلى المنظمات الدولية وتطوير الاتفاقيات التجارية الدولية. وفي قطاع حماية المستهلك، فترمي الخطة تحديث مؤسسات حماية المستهلك والأنظمة التي تحكم عملها، ومقاربة إجراءات تنظيم هذه المؤسسات ومعايير الجودة التي تتبّناها مع المعايير الدولية المرعية في هذا الشأن. أما قطاع العمل، فترمي الخطة إلى حماية القوى العاملة في فلسطين من الاستغلال ومن العمل في ظروف غير آمنة، وإعداد البرامج المستدامة التي تستهدف مكافحة البطالة. ويعتبر قطاع الزراعة والتنمية الريفية من القطاعات الهامة وتريد الخطة من هذا القطاع،إعادة تفعيل قطاع الزراعة باعتباره أحد القطاعات الرئيسية التي تساهم في تحقيق النمو الاقتصادي وزيادة الصادرات وتوفير فرص العمل لأبناء شعبنا، وبذل الجهود الحثيثة لتقليص نسبة انعدام الأمن الغذائي في فلسطين والتعامل مع قطاع الزراعة باعتباره حجر الزاوية في مشاريع التنمية الريفية. أما قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتهدف الخطة خلال هذا القطاع إلى مساندة التوسع المتواصل في صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال التنظيم السليم لهذا القطاع وتوفير الحماية له من المنافسة غير المشروعة من الخارج، والإشراف على دمج تكنولوجيا المعلومات في حياة آل مواطن عن طريق تعزيز السياسات التي تستهدف الارتقاء بمجتمع المعلومات وإنشاء الحكومة الإلكترونية، وإدارة قطاع الخدمات البريدية بصورة فعالة وناجعة. وفي مجال البنية التحتية، يعتبر قطاع مرافق النقل والمواصلات أحد أهم القطاعات وستعمل الحكومة خلال العام القادم على إنشاء وتشغيل وصيانة شبكة ومرافق ووسائل نقل ومواصلات حديثة ومتكاملة وآمنة تربط جميع ربوع فلسطين ببعضها، وتحّفز تنفيذ برامج التنمية الاقتصادية وتعزز التواصل مع الجوار العربي. وفيما يتعلق ب قطاع المياه، فستعمل الحكومة في خطتها الجديد على المساعدة في العمل للحصول على الحقوق المائية الفلسطينية الكاملة، وتطوير وتنويع مصادر المياه، وإنشاء شبكة مياه عامة تكفل تزويد المواطن الفلسطيني بالمياه الصالحة للاستخدام البشري وفقًا للمعايير الدولية، إضافة إلى توفير المياه لأغراض الري والزراعة. وفيما يلي النص الكامل لوثيقة 'موعد مع الحرية':
×
وثيقة فياض: إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة
تقديم
تعرض هذه الوثيقة برنامج عمل الحكومة الفلسطينية الثالثة عشرة. ويستهدف هذا البرنامج، وما يتضمنه من أهداف وطنية وسياسات وبرامج حكومية، بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية القوية والقادرة على تلبية احتياجات المواطنين وتنمية إمكانياتهم وتعزيز قدرتهم على الصمود، وتقديم الخدمات الأساسية لهم بالرغم من الاحتلال وممارساته، وذلك في اطار سعي السلطة الوطنية لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، والتي سيشكل النجاح في انجازها رافعة أساسية لانهاء الاحتلال الاسرائيلي، ونيل استقلالنا الوطني. نعم، علينا أن نعمل على استكمال بناء الدولة بالرغم من الاحتلال للتعجيل في انهائه. لقد آن الآوان لنا كشعب واقع تحت الاحتلال أن نحصل على حريتنا وحقوقنا الوطنية التي يكفلها القانون الدولي، وذلك دون الخضوع لأية شروط يحاول المحتل فرضها علينا. ولتحقيق هذه الغاية فنحن بحاجة إلى اجراءات ايجابية وتدخلات بناءة على المستويين المحلي والدولي من أجل وضع حدٍّ للاحتلال والتوصل إلى تسوية سياسية عادلة تنصف شعبنا الفلسطيني بعد العقود الطويلة التي عانى فيها ومُنع من تحقيق تطلعاته نحو الاستقلال والحرية. والطريق نحو انجاز استقلالنا، وتحقيق سيادتنا على أرض وطننا، تتطلب المزيد من الصمود الوطني، والمساندة السياسية والاقتصادية المستمرة التي يقدمها لنا اشقاؤنا العرب وأعضاء الأسرة الدولية. وبالاضافة إلى ما يقرره القانون الدولي، فإن اقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة يعتبر أمراً لا غنى عنه لتعزيز أمن منطقتنا واستقرارها. ومع ادراكنا للخطر الذي يواجه فرصة التوصل إلى حل الدولتين مع مرور السنوات جراء الاجراءات والمخططات الاستيطانية الاسرائيلية، فإن حكومتنا ملتزمة ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية من أجل تحقيق إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967 في غضون العامين القادمين. وتعمل حكومتنا، كسابقاتها، وفق محددات القانون الدولي بما يكفل الوفاء بالتزاماتنا تجاه مواطنينا وشركائنا الدوليين. وعلى الرغم من الاجراءات الاحتلالية المعيقة لعملنا، فقد أثبتنا نجاحنا في بناء مؤسسات تستطيع أن تتحمل المسؤولية الكاملة عن دولة فلسطين المستقلة وكاملة السيادة. وتلتزم هذه الحكومة التزاماً مُطلقاً بمواصلة العمل والبناء على انجازات الحكومات السابقة لتطوير مؤسسات الحكم الفعالة والناجعة وفق أسس الحكم الرشيد القائم على حسن الأداء والمحاسبة والشفافية. إنني على ثقة بالتفاف شعبنا حول هذه الأهداف، وأنه بتكاتف أبناء شعبنا واصرارهم على إنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة نستطيع أن ننجح في مسعانا. وإن شعبنا الفلسطيني الذي يلتف حول برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، برنامج حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة، وهو يراكم يومياً المزيد من الانجازات وتتعاظم ثقته بالقدرة على تحقيق المزيد من الانجازات، سوف يحالفه النجاح والتوفيق، بإذن الله، من خلال وحدتنا الوطنية وروح التعاون التي تضع الهدف الأسمى المتمثل في التحرر الوطني فوق كل المصالح الأخرى. إننا بحاجة إلى استعادة وحدة الوطن ومؤسساته، وترسيخ الوحدة الوطنية، والتعاون على جميع المستويات وفي كافة أنحاء وطننا. كما أن إقامة الدولة الفلسطينية تستلزم حسّاً مشتركاً وادراكاً جامعاً لهذا الهدف الوطني الذي تجتمع عليه قوانا السياسية والاجتماعية ومؤسساتنا الأكاديمية والثقافية ومنظماتنا غير الحكومية وجمعياتنا الخيرية ومجالسنا المحلية وقطاعنا الخاص ولجان حماية الأرض ومناهضة الاستيطان والجدار، وكافة القطاعات الحية الشبابية والنسائية في بلادنا. لذلك، يولي برنامج الحكومة تركيزاً كبيراً على ضرورة إشراك جميع فئات المجتمع وأطيافه بدورها في تنمية مؤسساتنا وتطويرها. إننا ندرك تمام الإدراك تطلع شعبنا نحو حكومة توفر له الأمن والتنمية والخدمات الأساسية في مختلف المجالات، وفي ذات الوقت تحترم حقوق أفراده وحرياتهم. كما إننا نؤمن بأنه لا يمكن بناء هذه المؤسسات وضمان ديمومتها إلا من خلال الشراكة المعقودة بين الحكومة والمواطنين. تحدد هذه الوثيقة الأسس الوطنية، والأهداف والنشاطات التي تقع على رأس سلم أولويات مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية خلال العامين القادمين. وسوف تقوم الحكومة الثالثة عشرة بكل ما في وسعها وصلاحيتها لضمان إجراء الانتخابات العامة في موعدها الدستوري المقرر في شهر كانون الثاني من العام القادم، وبما يتوافق مع احكام القانون والمعايير الدولية. فهذا حق للمواطن واستحقاق دستوري لا يجوز إغفاله أوالتغاضي عنه. إننا نتطلع إلى استمرار الدعم الاقليمي والدولي لبناء فلسطين دولةً عربيةً مستقلةً وديمقراطيةً وتقدميةً وعصريةً، تتمتع بالسيادة الكاملة على ترابها الوطني في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس، على حدود عام 1967. ستكون فلسطين دولة محبة للسلام، ترفض العنف وتلتزم بحسن الجوار والتعايش مع جيرانها، وتقيم جسور التواصل مع المجتمع الدولي، وتمثل شعاراً للسلام والتسامح والرخاء في هذه البقعة المضطربة من العالم. وبتجسيد كل هذه القيم والمعاني السامية ستكون فلسطين فخراً وعزةً لجميع مواطنيها، ومرساة استقرار لهذه المنطقة من العالم. سلام فياض رئيس الوزراء للاطلاع على نص الوثيقة بالكامل
×
النص الكامل لاتفاق المعابر الفلسطينية
البروتوكولات المتعلقة باتفاق المعابر، لا سيما معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، للتذكير بها وتوثيقها بمناسبة الأحداث التي تشهدها الحدود حول هذا الاتفاق، والجهود التي تبذل من اجل التوصل لحل لهذه الخلافات والمحاولات المصرية لعدم تكرار هدم الجدار الفاصل. * الإتفاق العام * تم التوصل الى هذه الاتفاقية من أجل تشجيع النمو الاقتصادي السلمي وتحسين الوضع على الأرض من الناحية الإنسانية، وهي تمثل التزامات الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية. سوف يساعد المبعوث الخاص للرباعية وطاقمه بالإضافة للمنسق الأمني للولايات المتحدة وطاقمه في تطبيق هذه الاتفاقية ومتابعة تفصيلها. 1. رفح اتفق الطرفان على اعلان المبادئ الملحق. سيتم افتتاح معبر رفح في اللحظة التي يكون فيها جاهزاً للعمل بالمعايير الدولية ووفقاً لبنود هذه الاتفاقية وحال وصول الطرف الثالث الى الموقع على أن يكون هدف الافتتاح تاريخ 25 تشرين الثاني (نوفمبر). 2. المعابر * اتفق الطرفان على أن: تعمل المعابر بشكل متواصل. ستسمح اسرائيل بتصدير جميع المنتجات الزراعية من غزة لموسم الحصاد الحالي 2005 بشكل عاجل. يتم تركيب وتشغيل جهازالفحص الجديد والإضافي بشكل كامل بحلول 31 ديسمبر (كانون الأول). سيصل عدد شاحنات الصادرات المعالجة على معبر المنطار الى 150 شاحنة في اليوم بحلول ذلك التاريخ ومن ثم الى 400 شاحنة في اليوم بحلول نهاية 2006. وسيتم استخدام نظام إداري مشترك من قبل الجانبين. بالإضافة الى عدد الشاحنات المذكورة آنفاً، ستسمح اسرائيل بتصدير المنتجات الزراعية من غزة، وستعمل على تسريع اخراجها مع المحافظة على جودتها وابقائها طازجة، وستعمل اسرائيل على ضمان استمرارية فرص التصدير. اتفق الطرفان على التالي لتعزيز عمل المعبر: سيتم استخدام الجيل الجديد من أجهزة الفحص بالأشعة السينية (X-ray) التي تستطيع فحص العربات (trailers) بالاضافة الى الحاويات (containers) حين تتوفر تلك الأجهزة. سيتم فحص تلك الأجهزة بمساعدة المبعوث الخاص للرباعية عند وصولها الى البلاد. سيضمن للمنسق الأمني للولايات المتحدة مواصلة الاستشارات على أن تتم مناقشة المسائل العالقة بشأن التطبيق مع الأطراف حسب الحاجة. ستضمن السلطة الفلسطينية الأمن على الجهة الفلسطينية للحدود وستعمل على تدريب وتطوير الأدارة على جميع المعابر لضمان عملها بشكل فعالية وكفاءة. سوف تنشئ السلطة الفلسطينية، وبدون تأخير، نظام موحَّد لإدارة الحدود. سيتم تبني النظام الإداري المطوَّر/المعمول به في معبر المنطار لمعبري بيت حانون وكرم السلام مع مراعات الاختلافات المحلية. تتعهد اسرائيل بأن تضع ترتيبات مشابهة لمعابر الضفة الغربية وبما يلائم تلك المعابر مما يسمح لعملها بشكل كامل في أقرب وقت ممكن. ستطور لجنة ثنائية الاجراءات العملية لتلك المعابر بمشاركة المبعوث الخاص للرباعية و/أو المنسق الأمني للولايات المتحدة حسب الحاجة. 3. ربط الضفة الغربية بالقطاع ستسمح اسرائيل بمرور القوافل لتسهيل حركة البضائع والأشخاص؛ تحديداً سوف: ستشرع في تشغيل قوافل حافلات الركاب بحلول 15 ديسمبر. ستشرع في تشغيل قوافل الشاحنات بحلول 15 يناير (كانون الثاني). تفصيل ترتيبات التنفيذ من خلال لجنة ثنائية مشكلة من الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، وبمشاركة طاقم المبعوث الخاص للرباعية والمنسق الأمني للولايات المتحدة كلما اقتضى الأمر. يتفهم الجميع أن الأمن هو هاجس أساس ومتواصل لدى اسرائيل وأنه سوف توضع ترتيبات مناسبة لضمان الأمن. 4. الحركة داخل الضفة الغربية سيتم الاستعجال في العمل القائم حالياً بين الولايات المتحدة واسرائيل للتوصل الى قائمة متفق عليه للحواجز وعوائق الحركة في الضفة الغربية وتطوير برنامج لتقليص تلك العوائق الى أقصى حد ممكن بحلول 31 ديسمبر مع مراعاة الحاجات الأمنية لاسرائيل وسعياً لتسهيل حركة الأشخاص والبضائع داخل الضفة الغربية وتقليص ما تسببه تلك العوائق من تعطيل لحياة الفلسطينيين. 5. ميناء غزة يمكن البدء في انشاء ميناء بحري. تتعهد اسرائيل أمام الدول المانحة بألا تتدخل في عمل الميناء. سوف يشكل الطرفان لجنة ثلاثية برئاسة الولايات المتحدة لتطوير الترتيبات الأمنية وغيرها من الترتيبات المتعلقة بالميناء قبل افتتاحه. سيكون نموذج الطرف الثالث المعمول به في معبر رفح هو الأساس للعمل في الميناء. 6. المطار يتفق الطرفان على أهمية المطار. ستتواصل النقاشات حول الترتيبات الأمنية وبناء المطار وعمله. إعداد وحدة دعم المفاوضات في دائرة شؤون المفاوضات * الدور الأوروبي * بعد رسالة المبعوث الخاص للجنة الرباعية جيمس ولفنسون بتاريخ 2 نوفمبر (تشرين الثاني) 2005؛ بالإشارة إلى إتمام «الاتفاق حول الحركة والتنقّل» بين حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية (الطرفين) بتاريخ 15 نوفمبر 2005؛ وبعد إتمام «المبادئ المتفق عليها لمعبر رفح» المرفقة بين حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية بتاريخ 15 نوفمبر 2005 وملاحقه كما اتفق الطرفان؛ وبعد توجيه الدعوة من جانب حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية؛ سوف ينشر الاتحاد الأوروبي بعثة مساعدة حدودية في معبر رفح على الحدود بين مصر وغزة. مادة 1 ـ التفويض ستقوم بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية بدور المراقبة النشطة، والتحقق، والتقييم لأداء السلطة الفلسطينية فيما يتعلّق بتطبيق المبادئ المتفق عليها لمعبر رفح وستعمل وفق السلطة المخوّلة لها لضمان التزام السلطة الفلسطينية بكافة القوانين والأنظمة المنطبقة المتعلقة بمعبر رفح وبنود المبادئ المتفق عليها لمعبر رفح. كما ستساهم بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية أيضاً في بناء القدرات الفلسطينية في كافة النواحي المتعلقة بالمراقبة الحدودية والعمل الجمركي. مادة 2 ـ الأهداف أهداف نشر بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية هي: المساهمة في بناء الثقة بين الطرفين، وخصوصاً فيما يتعلّق بكافة نواحي المراقبة الحدودية والعمل الجمركي في معبر رفح. المساهمة في بناء القدرات المؤسساتية في السلطة الفلسطينية لضمان المراقبة الحدودية الفعّالة وكذلك العمل الجمركي المهني. تحسين التعاون الدولي في إدارة الحدود. مادة 3 ـ المهام سوف يتم تشكيل بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية للقيام بالمهام التالية: المراقبة النشطة والتحقق من أداء حرس الحدود ومسؤولو الجمارك الفلسطينيين فيما يتعلّق، من ضمن أمور أخرى، بـ: المراقبة الحدودية الفعّالة وإجراءات الرقابة بناء على قوانين السلطة الفلسطينية والمبادئ المتفق عليها لمعبر رفح؛ عدم تعطيل عمل كاميرات المراقبة وأنظمة ومعدات الكومبيوتر المركّبة في معبر رفح وبث المعلومات وفقاً للبنود التي اتفق عليها الطرفان في المبادئ المتفق عليها لمعبر رفح؛ التعامل الملائم مع المسافرين الذين يتصرفون/تصرّفوا بطريقة فيها انتهاك للقوانين والأنظمة المنطبقة؛ التخلص الصحيح من البضائع المصادرة؛ تطبيق بروتوكول باريس. مساعدة السلطة الفلسطينية في بناء القدرات من حيث التدريب والمعدات والمساعدة الفنية لإدارة الحدود والجمارك من أجل: تحسين كفاءة الإجراءات في معبر رفح والمراقبة الفعّالة للأشخاص والحقائب (وفي مرحلة لاحقة: المركبات) الذين يعبرون الحدود؛ تحسين التعاون بين إسرائيل، ومصر، والسلطة الفلسطينية في تبادل المعلومات المتعلقة بعبور الحدود والعمليات المشتركة. تقديم التدريب لحرس الحدود ومسؤولوا الجمارك التابعين للسلطة الفلسطينية على تفتيش المركبات التي ستعبر معبر رفح واستخدام معدات تفتيش المركبات التي سيتم تجهيز معبر رفح بها وفقاً للمعايير الدولية. التقييم لـ: تطبيق السلطة الفلسطينية للإجراءات المتعلقة بالمسافرين المستثنين في فئات متفق عليها كما هو معرّف في المبادئ المتفق عليها لمعبر رفح؛ قدرة السلطة الفلسطينية على تفتيش السيارات وفقاً للمقاييس الواردة في المبادئ المتفق عليها لمعبر رفح وحسب المعايير الدولية؛ القدرات الجمركية للسلطة الفلسطينية، بما في ذلك في معبر كيريم شالوم، في 12 شهرا وتقديم التوصيات لكلا الطرفين لاتخاذ قرار مشترك حول الترتيبات المستقبلية. في حالة وجود شكوك حول التزام أي حارس حدود أو مسؤول جمارك بالقوانين والأنظمة المنطبقة، ستطلب بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية إعادة تفتيش وتقييم أي مسافر، حقيبة، مركبة أو بضائع فُرضت عليها رسوم جمركية أو أخذت عنها مردودات اخرى عند الاستيراد. لن يُسمح أثناء إعادة تقييم الشخص (الأشخاص)، الحقائب، المركبة، أو البضائع المختلف عليها بالحركة/مغادرة مباني الجمارك أو مركز الحدود. إذا بقيت بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية غير راضية عن التفتيش، سوف ترجع إلى الإدارة العليا للسلطة الفلسطينية. مكتب الاتصال * سترأس بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية مكتب اتصال. سيتلقّى مكتب الاتصال صور (فيديو) ومعلومات الكترونية بصورة حية مباشرة عن النشاطات في معبر رفح وسيجتمع اعضاء مكتب الاتصال بصورة منتظمة لمراجعة تطبيق المبادئ المتفق عليها لمعبر رفح، وحل أية نزاعات تنشأ عن المبادئ المتفق عليها لمعبر رفح، وأداء مهام أخرى حُدّدت في المبادئ المتفق عليها لمعبر رفح. لجنة التنسيق والتقييم * سوف تُشارك بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية في لجنة التنسيق والتقييم التي ستُشكّل مع حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية لمراجعة تطبيق المبادئ المتفق عليها لمعبر رفح. ستجتمع اللجنة بصورة منتظمة مرة في الشهر على الأقل. تقديم التقارير * ستقدّم بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية تقارير أسبوعية إلى لجنة التنسيق والتقييم حول نشاطات واستنتاجات بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية. مهام أخرى * إطلاع حكومة إسرائيل على قائمة السلطة الفلسطينية التي تحتوي على أسماء العاملين في معبر رفح. مادة 4 ـ الترتيبات العملياتية لبعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية تُقيّد المبادئ المتفق عليها لمعبر رفح مدى نشاطات بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية. سيكون أعضاء بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية متواجدين في معبر رفح خلال ساعات العمل كلها. سوف يتمتّع أعضاء بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية بحرية الوصول بلا قيود إلى كافة العمليات والمواقع في معبر رفح، بما في ذلك كافة الوحدات الحدودية والمراكز الجمركية، إضافة إلى حرية الوصول وجداول رحلات الخروج والترانزيت من والى المحيط الخارجي لمعبر رفح، بما في ذلك الطريق التي تؤدي إلى كيريم شالوم. سيكون المراقبون التابعون لبعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية مواطنون من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول التي في طور الانضمام له، وأن يكونوا مؤهلين بصورة ملائمة. سوف تبذل بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية الجهود لتضم إليها خبراء يستطيعون تحدّث وقراءة اللغة العربية. سيقود بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية رئيس للبعثة. ستعمل كل طواقم البعثة تحت إمرتهامرتها وستنفّذ تعليماتهتعليماتها العملياتية. سوف يتمتّعتتمتع رئيس البعثة بسلطة الاجتهاد لتقرير ارتداء أفراد بعثة الاتحاد الأوروبي ملابس مدنية أو رسمية. كما سيعملستعمل بصورة رسمية على تقييم الخطر الأمني على بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية، وقد يوصيتوصي، بعد التشاور مع السلطة الفلسطينية، بنشر حرّاس أمن مسلحين في معبر رفح لضمان السلامة الشخصية لأفرادها. سوف يتفق الطرفان على ترتيبات تطبيق هذه التوصية. سيتقلّد أعضاء بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية ما يُعرّف بهم أثناء عملهم في كل الأوقات. سيكون العدد التقديري لبعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية 70 فرداً. من الممكن إرسال المزيد من الأفراد لدعم بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية بإعلام مسبق لحكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وسيتم تعريف وضع أي أفراد إضافيين في اتفاق مع الطرفين. سوف لن تتمتّع بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية بأية سلطة لتنفيذ القوانين الإسرائيلية أو قوانين السلطة الفلسطينية، وستمتنع عن القيام بأي عمل أو نشاط لا يتوافق مع طبيعة مهامها. ستزوّد حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية بكل المعلومات المتعلقة بتطبيق الترتيب المتفق هذا. ستقدّم حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية التعاون التام والمساعدة اللازمة لتنفيذ مهام بعثة الاتحاد الأوروبي ـ بعثة المساعدة الحدودية. ستقوم حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية، من ضمن أمور أخرى، بتعيين ضباط كبار يتحدثون اللغة الإنجليزية (ضابط من كل طرف) ليكون ضابط الاتصال مع بعثة * ترتيبات معبر رفح * البنود العامّة * سوف يتم تشغيل معبر رفح من قبل السلطة الفلسطينية على الجانب الفلسطيني ومصر على الجانب المصري وفقاً لمقاييس دولية وبالتوافق مع القانون الفلسطيني وحسب بنود هذا الاتفاق. سيتم افتتاح معبر رفح حالما يُصبح جاهزاً للعمل وفقاً للمقاييس الدولية وبالتوافق مع بنود هذا الاتفاق وحالما يتواجد الطرف الثالث في الموقع بموعد 25 نوفمبر (تشرين الثاني). سوف يقتصر استخدام معبر رفح على حاملي بطاقات الهوية الفلسطينية بالاضافة الى استثناءات مدرجة ضمن فئات متفق عليها على ان يتم اشعار حكومة إسرائيل مسبقا والحصول على موافقة الجهات العليا في قيادة السلطة الفلسطينية. ستقوم السلطة الفلسطينية بإعلام حكومة إسرائيل قبل 48 ساعة من عبور اي شخص من اولئك الذين ترد اسماؤهم في الفئات الاستثنائية ـ دبلوماسيون، مستثمرون أجانب، ممثلون أجانب لمنظمات دولية معترف بها، وحالات إنسانية. سوف ترد حكومة إسرائيل خلال 24 ساعة بأي اعتراضات مع ذكر اسباب الاعتراض. ستقوم السلطة الفلسطينية بإعلام حكومة إسرائيل بقرارها خلال 24 ساعة موضحة الاسباب المتعلقة بالقرار. سيقوم الطرف الثالث بضمان تنفيذ الإجراءات الصحيحة وسيبلغ كلا الجانبين بأي معلومات بحوزته حول الأشخاص الذين يتقدمون بطلبات للعبور وفقاً لهذه الاستثناءات. ستبقى هذه الإجراءات سارية المفعول لمدة 12 شهرا، إلاّ إذا قدّم الطرف الثالث تقييماً سلبياً حول إدارة السلطة الفلسطينية لمعبر رفح. سيتم إجراء هذا التقييم بتنسيق وثيق مع كلا الجانبين وسيُمنح الاعتبار اللازم لرأي الجانبين. سوف يتم أيضاً استخدام معبر رفح لتصدير البضائع إلى مصر. سوف يتم وضع معايير موضوعية بالإجماع لتفتيش السيارات. المعايير هي كما يلي: سيتم تركيب معدات التفتيش، بما في ذلك: الأضواء السوداء * أدوات كهربائية وآلة ضغط وتوليد الطاقة لهذه الأدوات التقنية التي سيُتّفق عليها، ومن المحتمل أيضاً الصور الصوتية (Sonic imagery)، جهاز أشعة غاما للكشف (مركبة كاملة أو جهاز يدوي)، و/أو صور الموجة الملّميترية (millimeter wave imagery) . مرايا ومنظار أنبوبي (bore scope) لفحص الأماكن التي يصعب الوصول إليها. سوف يتم تدريب طواقم الموظفين لتفتيش المركبات واستخدام هذه المعدات من قبل الطرف الثالث حسب المقاييس الدولية. سيتم تركيب كاميرات لمراقبة عملية التفتيش. سيقوم الطرف الثالث بتقييم قدرة السلطة الفلسطينية على فحص السيارات وفقاً لهذه المقاييس والمعايير الدولية. حالما تُطوّر السلطة الفلسطينية القدرة على فحص السيارات بطريقة تُرضي الطرف الثالث، سوف يتم السماح للسيارات بالمرور عبر رفح. وحتى ذلك الوقت، ستعبر السيارات على أساس استثنائي وفقاً للمواصفات المتفق عليها في البروتوكول الأمني.
سيكون معبر رفح نقطة العبور الوحيدة بين قطاع غزة ومصر (باستثناء كارم شالوم للفترة المتفق عليها). سوف تضع السلطة الفلسطينية إجراءات تشغيل واضحة. إلى أن يتم تشغيل معبر رفح، ستقوم السلطة الفلسطينية بفتح معبر رفح بشكل مؤقت امام الحجاج، والمرضى، وغيرهم بالتنسيق مع مكتب الجنرال جلعاد في الجانب الإسرائيلي. ستُزوّد إسرائيل السلطة الفلسطينية بكافة المعلومات اللازمة لتحديث سجل السكان الفلسطيني، بما في ذلك كافة المعلومات حول حاملي بطاقة الهوية الفلسطينية الموجودين حالياً في الخارج. سيتلقى مكتب ارتباط، يرأسه الطرف الثالث، على صور (فيديو) ومعلومات الكترونية ببث مباشر للنشاطات التي تجري في معبر رفح، وسيجتمع بصورة منتظمة لمراجعة تطبيق هذا الاتفاق، وحل أية خلافات تنشأ عن هذا الاتفاق، وأداء الأعمال الأخرى المحددة في هذا الاتفاق. الأمن * ستعمل السلطة الفلسطينية على منع حركة السلاح والمتفجرات من خلال معبر رفح. ستحدد السلطة الفلسطينية عدد الحقائب لكل مسافر كجزء من الإجراءات. ستكون هذه القيود مشابهة لما تطبقه حالياً حكومة إسرائيل؛ سيتم الاتفاق على (سياسة الحقائب) للذين يسافرون بصورة متكررة جداً. يستطيع المسافرون، بما في ذلك المقيمين العائدين، استخدام المعبر لجلب ممتلكاتهم الشخصية كما هي معرّفة في بند 1(هـ) من الفصل 7 للملحق الخاص بالتعرفات الجمركية السائدة. سوف يتم تخليص أية ممتلكات شخصية أخرى أو بضائع أخرى من خلال معبر كارم شالوم. ستزوّد السلطة الفلسطينية الطرف الثالث بقائمة تضم أسماء العاملين في معبر رفح والتي سيتم اطلاع الإسرائيليين عليها. ستأخذ السلطة الفلسطينية الهواجس الإسرائيلية في عين الاعتبار. سوف تُواصل الأجهزة الأمنية التابعة لإسرائيل، والسلطة الفلسطينية، والولايات المتحدة، ومصر التنسيق حول القضايا الأمنية وستشارك في مجموعة العمل الأمنية. ستدرس السلطة الفلسطينية المعلومات التي تزودها بها حكومة إسرائيل حول الأشخاص المشتبه فيهم، على ان تدرس كل حالة على حدى. ستتشاور السلطة الفلسطينية مع حكومة إسرائيل والطرف الثالث قبل أن تتخذ قراراً بحظر أو عدم حظر السفر. سيتم منع الشخص الذي تجري بشأنه المشاورات من السفر أثناء هذه المشاورات على الا يستغرق ذلك أكثر من ست ساعات. الجمارك * ستواصل حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية تطبيق بروتوكول باريس الموقع في تاريخ 29 ابريل (نيسان) 1994. سيتم تشغيل معبر رفح وفقاً لمقاييس وقوانين دولية ووفقاً لبروتوكول باريس. تتفق حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية على أكبر قدر ممكن من التعاون وتبادل المعلومات. ستتعاون حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية بشأن قضايا التدريب. ستعقد دائرتي الجمارك التابعة لحكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية اجتماعات منتظمة على أن تدعَ إليها حكومة مصر، اذا ما اقتضى الأمر. كارم شالوم (كرم ابو سالم) * سيقوم مسؤولو الجمارك في السلطة الفلسطينية بتخليص البضائع القادمة إلى معبر كارم شالوم بإشراف مسؤولي الجمارك الإسرائيليين. سوف يبحث الجانبان إجراءات التشغيل في مرحلة لاحقة. سيوفّر العمل في معبر كارم شالوم التدريب وبناء القدرات للطواقم الجمركية في السلطة الفلسطينية. سيقوم الطرف الثالث بمراجعة قدرات طواقم الجمارك في السلطة الفلسطينية بعد مرور 12 شهرا ويقدم التوصيات للجانبين لاتخاذ قرار مشترك حول الترتيبات المستقبلية. في حال حصول خلاف، ستقوم الولايات المتحدة بحله على وجه السرعة وبالتشاور مع حكومة إسرائيل، والسلطة الفلسطينية، والطرف الثالث. الطرف الثالث * سيكون للطرف الثالث الصلاحية لكي يضمن التزام السلطة الفلسطينية بكافة القوانين والأنظمة المطبقة بشأن معبر رفح وبنود هذا الاتفاق. في حال عدم الالتزام، للطرف الثالث الصلاحية لطلب إعادة فحص وتقييم أي مسافر، حقيبة، مركبة أو بضاعة. سوف يُمنع المسافر، الحقيبة، المركبة أو البضاعة قيد الخلاف من مغادرة مباني معبر رفح أثناء دراسة الطلب. سيقوم الطرف الثالث بمساعدة السلطة الفلسطينية على بناء قدراتها، من حيث التدريب والمعدات والمساعدة الفنية، في إدارة الحدود والجمارك. تم تحديد تفاصيل دور الطرف الثالث في مذكرة التفاهم المرفقة. سيكون الاتحاد الأوروبي هو الطرف الثالث.
×
وثيقة حيفا
تواصُلنا مع سائر أجزاء شعبنا الفلسطينيّ وأمّتنا العربيّة هو تواصلٌ مع فضائنا الطبيعيّ الذي حُرِمنا منه إثر النكبة، وهو تجسيد للذات المتكاملة. إنّه حاجة إنسانيّة وحقّ طبيعيّ وإنسانيّ للأفراد والجماعات، غير مشروط بوجود اتّفاقيّات سياسيّة بين الدول، تَضْمنه المواثيقُ الدوليّة المتعلّقة بحقوق الإنسان. نحنُ نصبو إلى تجسيد تواصلنا الفلسطينيّ والعربيّ على مختلف الصُّعُد، ومن ضمن ذلك التواصل بين أبناء العائلة الواحدة والأهل والأصدقاء، والتواصل الحرّ مع مراكز الثقافة والفكر في العالم العربيّ. كما نصبو إلى تعميق التواصل وتوسيعه على الصُّعُد السياسيّة والاقتصاديّة والمؤسّساتيّة. نحنُ ننظر باعتزازٍ إلى العديد من المحطّات المشْرقة في مسيرتنا الجماعيّة التي عزّزت هُويّتنا، ونثمّن دور النشاط السياسيّ والأهليّ والثقافيّ المستمرّ، الرامي إلى التمسّك بالأرض والوطن والحفاظ على مجمل عناصر هُويّتنا القوميّة وتدعيمها. كما ننظر باعتزازٍ إلى مقاومة شعبنا وقياداته الوطنيّة للحكم العسكريّ، وإلى ما أبدعَه أبناؤه وبناته من فكرٍ وثقافةٍ أسهما في صيانة هُويّتنا وإثرائها، وإلى ما صنعوه من أيّام وطنيّة مجيدة - أبرزها يوم الأرض في آذار/مارس 1976 ويوم القدس والأقصى في تشرين الأوّل/أكتوبر 2000 - ومن محطّات تاريخيّة في مسيرة تنظيمنا الذاتيّ، أبرزها إقامة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربيّة في إسرائيل ولجنة الدفاع عن الأراضي واتّحاد ولجان الطلاب العرب. نحنُ نتحمّلُ مسؤوليّتنا، مجتمعًا وأفرادًا ومؤسّساتٍ فاعلةً، عن مشاكلنا الاجتماعيّة. إنّ مجتمعنا كانَ، وما زالَ، يخضعُ، إلى مدى بعيد، لِبُنًى اجتماعيّةٍ عائليّة وطائفيّة ومحلّيّة تحدّ من حرّيّات الأفراد. نحنُ نحترم الأواصر العائليّة، ونحترم حقّ الفرد في العبادة والإيمان والمعتقَد، شريطةَ ألاّ تُستغلّ أيّة عقيدة أو انتماء للمسّ بحرّية الفرد وكرامته وحقوقه. كما نرفض التعصّب للطائفة، وكلَّ أشكال التعصّب الأخرى، التي تبلغ أحيانًا حدَّ العنف الجسديّ، والتي تعيق إمكانيّات التكافل الاجتماعيّ الأوسع وبناء الهُويّة الوطنيّة. إنّ التمسّكَ بهذه البنى الاجتماعيّة، والتعصّبات التي تنتجها، سهّل على الحكومات الإسرائيليّة استغلال الانقسامات والتوتّرات للسيطرة على شعبنا بطرق متعدّدة، حينما حاولت سلخ فئات من مجتمعنا عبر سياسة "فرّقْ تسُدْ" التي عزّزت بيننا خطابَ التعصّب، الطائفيّ والقبليّ والعائليّ والجِهَويّ. كذلك فرضت إسرائيل الخدمة العسكريّة الإجباريّة على الشبّان الدروز من أبناء شعبنا، وسَعَت إلى تجنيد أوساط أخرى من شبابنا، مُستغِلّةً التوتّرات التي تنشأ أحيانًا بين قطاعات من مجتمعنا، ومُنتهجةً سياسات الإغراء بنيل الامتيازات الفرديّة. كما نصّبت ودعمت قياداتٍ مواليةً لهذه السياسات، وعملت على إنتاج مجتمعٍ تابعٍ وغير مكترث بالصالح العامّ، وعلى إعاقة مسيرة مجتمعنا السياسيّة والثقافيّة والاقتصاديّة. على أبناء وبنات مجتمعنا أن يُصعّدوا رفضهم لهذه الظواهر كافّة، وأن يطوّروا أساليب مقاومتهم لها، وأن يساهموا بمشروع سياسيّ واجتماعيّ يشدّد على الهُويّة الإنسانيّة والوطنيّة لمجتمعنا، ويزيد الاحترام لقيمة العمل السياسيّ الوطنيّ، ويضع نصب عينيه بناء مرجعيّة سياسيّة قياديّة، ويعمل على تطوير مؤسّسات مجتمعنا واقتصاده. إنّ الالتفاف حول هذا المشروع السياسيّ والاجتماعي ودعمه هما الكفيل بخلق وعي بديل وثقافة مغايرة، يمكّنان من تغيير البنى الاجتماعيّة السائدة، ومن وضع معايير أخلاقيّة توجّه العمل الجماعيّ، وترشّد التعامل بين الأحزاب الوطنيّة والمؤسّسات الأهليّة والمجتمعيّة. رغم تقدّم مكانة المرأة، وازدياد الوعي والحراك الجماهيريّ والنسويّ نحو مساواة المرأة، تعاني غالبيّة النساء في مجتمعنا - لا سيّما أولئك المُنتميات إلى الطبقات المُتدنّية اقتصاديًّا - اضطهادًا متعدّد المركّبات: طبقيًّا وقوميًّا واجتماعيًّا وجنوسيًّا. من واجبنا أن نعمل على إنهاء تهميش النساء والتمييز ضدّهنّ في الحيّز الخاصّ، وفي مجالات الحيّز العامّ، وخصوصًا مجالي العمل والتعليم، ومقاومة المحاولات التي ترمي إلى سلبهنّ الحقَّ في السيادة على ذواتهنّ. كما علينا أن نعمل بحزمٍ على مقاومة كافّة أشكال العنف والتنكيل والاستغلال التي تُمارَس على الكثيرات منهنّ، والتي تبلغ أحيانًا حدّ القتل، على خلفيّة ما يُسمّى "شرف العائلة". إنّ من واجبنا العمل لوقف أشكال التمييز كافّة ضدّ النساء، وحماية حقوقهنّ، معتمدينَ مبادئ المساواة والعدل والتفضيل المصحّح. لا يقتصر التمييز والاضطهاد في مجتمعنا على النساء فحسب، بل يطالان المسنّين والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصّة، الذين يعانون من التهميش الاجتماعيّ ومن المسّ بمكانتهم وحقوقهم وكرامتهم، ما يتطلّب الدفاع عن حقوقهم وعن حقوق كلّ الفئات الاجتماعيّة التي تعاني من التمييز. وعليه، فإنّنا ندعو إلى صياغة مشروع وطنيّ تقدّميّ وديمقراطيّ، يعمل على بناء مجتمع يقوم على التضامن الاجتماعيّ بين أفراده كافّة، يحترم حرّيّةَ الفرد وحقَّه في الاختلافِ والتفرّد، ويعتمد على مبادئ العدل والمساواة والتعدّديّة. إنّ وجودَنا في وطنِنا هو امتدادٌ لتجدّدٍ تاريخيٍّ دائمٍ واكَبَ الحقبَ والأحداثَ التي عرفَها الشرقُ العربيّ، في نهوضه وانتكاسه، ويقظته وحركة تحرّره، ومواجهاته للغزو والاحتلال والاستعمار. في أواخر القرن التاسع عشر، بدأت الحركة الصهيونيّة مشروعها الكولونياليّ-الاستيطانيّ في فلسطين. ولاحقًا، قامت، بتساوق مع الاستعمار العالميّ وبتواطؤ الرجعيّة العربيّة معها، بتنفيذ مشروعها الرامي إلى احتلال وطننا وتحقيق هدفها بتحويله إلى دولةٍ لليهود. في العام 1948، سنة نكبة الشعب الفلسطينيّ، ارتكبت الحركة الصهيونيّة مجازر بحقّ أهلنا، وحوّلت غالبيّة شعبنا إلى لاجئين، وهَدمت المئات من قرانا، وهجّرت من مدنِنا أكثريّةَ أهلها. وبعد ذلك منعت دولة إسرائيل عودةَ اللاجئين الفلسطينيّين إلى وطنهم، متحدّيةً بذلك قرار الهيئة العامّة للأمم المتّحدة "194" الصادر عام 1948، وقراراتها المتتالية بهذا الخصوص. ورغم تحويلنا إلى مواطنين فيها، واصلت دولة إسرائيل، بعد قيامها، ممارسات الاقتلاع والتهجير، فهجّرت الكثيرين منّا من مدنهم وقراهم، وحوّلت الكثيرين منّا إلى لاجئين في وطننا. كما مارست تجاهنا سياسات القمع، التي بلغت أحيانًا حدَّ القتل، مثلما حدث في مجزرة كفر قاسم في تشرين الأوّل/أكتوبر 1956. وفرضت علينا الحكم العسكريّ الذي امتدّ حتّى سنة 1966، ومنعت عودة المهجَّرين إلى قراهم ومدنهم، وما زالت ترفض حتّى اليوم الاعتراف بعشرات القرى العربيّة في النقب، وتمارس سياسة سلب أراضي أهلنا هناك. وسنّتْ دولة إسرائيل قوانينَ الأراضي والهجرة والمواطَنة العنصريّة وغيرها من القوانين التي سَوّغتْ سلب أراضينا، والاستيلاءَ على أملاك اللاجئين والمهجَّرين، كما سعت إلى تشويه هويّة أبنائنا وبناتنا بمناهج تعليم تُغذّي العدميّة القوميّة، وإلى تثقيفهم بما يتناسب مع الرواية الصهيونيّة، وأشاعت في جهاز التعليم العربيّ، الذي يُشْرف عليه جهاز المخابرات، جوًّا من التخويف. كما مارست ضدّنا التمييز المُمَأْسَس في مجالات الحياة المختلفة، من مسكن وعمل وتعليم وتطوير وتوزيع للموارد. في سنة 1967، احتلّت إسرائيل قطاع غزّة والضفّة الغربيّة، بما فيها القدس الشرقيّة، إضافة إلى أراضٍ مصريّة وسوريّة. وخلال فترة احتلال الأراضي الفلسطينيّة، المستمرّ حتّى اليوم، والتي تُعتبر من أطول فترات الاحتلال منذ الحرب العالميّة الثانية، مارست إسرائيل سياسات قمع واضطهاد تفوق ما مارسه حكم الأبرتهايد في جنوب إفريقيا، فاقترفت جرائم حرب ضدّ الفلسطينيّين، وقتلت وطردت الآلاف، واغتالت القيادات، وسجنت عشرات الآلاف - كثيرون منهم بأوامر عسكريّة وإداريّة - واستخدمت وسائل التعذيب الجسديّ والنفسيّ، وهدمت الآلاف من البيوت. كما مارست إسرائيل، خارقةً بذلك القانون الإنسانيّ الدوليّ، سياسة العقاب الجماعيّ مثل الحصارات العسكريّة وحظر التجوّل على المدن والقرى، فقطّعتْ أوصالَ الأراضي المحتلّة بمئات الحواجز، وقيّدت حرّيّة التنقّل بين المدن والقرى والمخيّمات الفلسطينيّة، وصادرت الأراضي واقتلعت الأشجار ودمّرت البساتين وقطّعت أوصال العائلات، وسَنّت قوانينَ عسكريّة عنصريّة تمنع لَمَّ الشمل، وحرمت سكّانًا في القدس العربيّة المحتلّة من حقّ الإقامة في مدينتهم. كما استغّلت إسرائيل الموارد الفلسطينيّة الخاصّة والعامّة - كالأراضي والمياه - لغرض بناء المستوطنات وإنشاء الشوارع، لتكون في خدمة المستوطِنين اليهود، وأقامت جدار الفصل العنصريّ الذي قسّم القرى وشتّت العائلات داخل الضفّة الغربيّة والقدس العربيّة. هذه السياسات والممارسات الإسرائيليّة في الأراضي المحتلّة تَطالُ ذاتَ كلِّ فردٍ فلسطينيّ في حرّيّته وكرامته، وتمسّ بقدر بالغٍ بحقوقه الأساسيّة. مواطَنتُنا وعلاقتنا بدولة إسرائيل تتحدّدان، بقدر كبير، بحدث مُؤسِّس هو النكبة، وهو الحدث الذي حُوّلنا إثْرَه - نحن البقيّة الباقية من أصحاب الوطن الأصليّين - إلى مواطنين بدون مقوّمات حقيقيّة للمواطَنة، وعلى وجه الخصوص بدون مساواة. ولكوننا أقلّيّةَ وطنٍ هُجِّر شعبها عن وطنه، ويعاني من الغبن التاريخيّ، فإنّ مبدأ المساواة - الذي يشكّل أساسَ المواطَنة الديمقراطيّة - يجب أن يعتمد العدل وتصحيح الغبن، والاعتراف بروايتنا وتاريخنا في هذا الوطن. هذه المواطَنة الديمقراطيّة، التي نبتغيها، هي الإطار الوحيد الذي يضمن المساواة الفرديّةَ والجماعيّةَ للفلسطينيّين في إسرائيل. إنّنا نرى أنّ السياسات التي تطالبنا بـ"الخدمة المدنيّة"، والخطوات التي قد تقود إلى الانخراط بما له صلة بالعسكرة الإسرائيليّة وتقاسُم غنائم الحروب، تتعارض في حالتنا مع مبدأ المساواة، ذلك أنّها تشوّه هُويّتنا وتتجاهل الغبن التاريخيّ. نحنُ نتطلّع إلى مستقبل تتحقّق فيه المصالحة بين الشعب اليهوديّ الإسرائيليّ والشعب العربيّ الفلسطينيّ. هذه المصالحةُ تتطلّب اعتراف دولة إسرائيل بالغبن التاريخيّ الذي أوقعته بالشعب الفلسطينيّ جرّاء قيامها، وبمسؤوليّتها عن النكبة التي حلّت بجميع فئات شعبنا الفلسطينيّ، وعن جرائم الحرب وجرائم الاحتلال التي تقترفها في الأراضي المحتلّة. كذلك تتطلّب المصالحةُ الاعترافَ بحقّ العودة والعملَ على تطبيقه وَفقًا لقرار الأمم المتّحدة "194"، وإنهاءَ الاحتلال، وإزالةَ المستوطنات من جميع الأراضي العربيّة المحتلّة منذ العام 1967، والاعترافَ بحقّ شعبنا الفلسطينيّ في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلّة وذات السيادة، وبحقوق المواطنين الفلسطينيّين في إسرائيل المستندة إلى كونهم أقلّيّة وطن. كما أنّ هذه المصالحة التاريخيّة بين الشعبين تندرج في إطار تغيير شامل للسياسة الإسرائيليّة، بحيث تكفّ إسرائيل عن القيام بدَوْرها الهدّام تجاه شعوب المنطقة، وبخاصّة في إطار سياسة الهيمنة الأمريكيّة التي تُؤازر أنظمة عربيّة في قمع مواطنيها، وسلب مواردها، وإعاقة تطوّرها، وعرقلة العمليّة الديمقراطيّة في العالم العربيّ. وتتطلّبُ منّا هذه المصالحة التاريخيّة، نحن الفلسطينيّين والعرب، الاعترافَ بحقّ الشعب اليهوديّ الإسرائيليّ بتقرير مصيره، والعيش مع الشعب الفلسطينيّ وسائر شعوب المنطقة بسلامٍ وكرامةٍ وأمان. نحن نعي تاريخ اليهود المأسويّ في أوروبا، والذي بلغ ذروته في إحدى أفظع الجرائم الإنسانيّة، وهي المحرقة التي أحلّتها النازيّة باليهود، ونعي المآسي التي عاشها الناجون منها. نحن نتعاطف مع ضحايا المحرقة، مَن أُبيد ومَن نجا. إننّا نرى أنّ تسخير الكارثة ونتائجها لشَرْعَنة حَقّ اليهود في إقامة دولتهم، على حساب الشعب الفلسطينيّ، يختزل قيمة العبر الكونيّة - الإنسانيّة والأخلاقيّة - من هذا الحدث الكارثيّ، والتي تخصّ البشريّة جمعاء. إنّ حلّ الدولة الديمقراطيّة المؤسَّسة على المساواة بين المجموعتين القوميّتين - اليهود الإسرائيليّين والعرب الفلسطينيّين في إسرائيل - هو الحلّ الذي يضمن حقوق المجموعتين على نحو عادلٍ ومتساوٍ. ويحتّم ذلك تغييرَ المبنى الدستوريّ، وتغييرَ تعريف دولة إسرائيل من دولة يهوديّة إلى دولة ديمقراطيّة تتأسّس على المساواة القوميّة والمدنيّة بين المجموعتين القوميّتين وإرساء أسس العدالة والمساواة بين كافّة مواطنيها وسكّانها. ويعني ذلك فعليًّا إلغاءَ جميع القوانين التي تُميّز، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، على أساس قوميّ أو إثنيّ أو دينيّ، وعلى رأسها قوانين الهجرة والمواطَنة، وسنّ قوانين ترتكز على مبادئ العدل والمساواة ومنع التمييز، وتطبيق المساواة بين اللغتين العربيّة والعبريّة كلغتين رسميّتين متساويتَي المكانة في البلاد، وتأمين مبدأ التعدّديّة الثقافيّة لجميع المجموعات، والمشاركة الفعليّة للأقلّيّة الفلسطينيّة في الحكم وفي اتّخاذ القرارات، وتأمين حقّ الفيتو في جميع الأمور التي تمسّ بمكانة وحقوق المواطنين الفلسطينيّين في إسرائيل، وضمان حقّهم في إدارة ثقافيّة مستقلّة، تكفل حقّهم في وضع سياسات شؤونهم الثقافيّة والتعليميّة وإدارتها وصياغة مضامينها، وتوزيع الموارد وَفقًا لمبادئ العدل التوزيعيّ والتصحيحيّ. هذه المبادئ تكفل حقّ تقرير مصيرنا كأقلّيّة وطن. نحن واثقون أنّه في مثل هذه الدولة الديمقراطيّة تزداد مسؤوليّة المواطنين والسكّان كافّةً - يهودَ وعربًا وآخرين - للعمل على بناء مجتمع ديمقراطيّ متعدّد الثقافات، يضمن المساواة للأفراد والجماعات، ويضمن العدالة والحقوق الاجتماعيّة-الاقتصاديّة، لا سيّما حقوق العاملين والحقّ في التعليم والصحّة والضمانات الاجتماعيّة، وتُلغى فيه كلّ أشكال التمييز. نحنُ نؤمن أنّ استيفاء كلّ شروط المصالحة التاريخية بين الشعبين - اليهوديّ الإسرائيليّ والعربيّ الفلسطينيّ - التي توجِبُ الاعترافَ بحقّ شعبنا الفلسطينيّ في تقرير مصيره، وإحقاقَ حقوق الفلسطينيّين في إسرائيل كأقلّيّة وطن، سوف يخلق ظروفًا سياسيّة تمكّن من بناء الثقة والتعاون والاحترام المتبادل بين الدولتين المستقلّتين والديمقراطيّتين: الدولة الفلسطينيّة ودولة إسرائيل. كما نأمل أن يفتح آفاقًا جديدة نحو بناء اتّفاقيّات ومعاهدات اقتصاديّة وعلميّة وثقافيّة بينهما، تضمن لكافّة مواطني وسكّان الدولتين، حرّيّة الحركة والتنقّل والسكن والعمل في كلٍّ منهما.
×
وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني
بسم الله الرحمن الرحيم
(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)
(وثيقة الوفاق الوطني) انطلاقاً من الشعور العالي بالمسؤولية الوطنية والتاريخية، ونظرا للمخاطر المحدقة بشعبنا، وفي سبيل تعزيز الجبهة الفلسطينية الداخلية وصيانة وحماية الوحدة الوطنية ووحدة شعبنا في الوطن والمنافي، ومن اجل مواجهة المشروع الاسرائيلي الهادف لفرض الحل الاسرائيلي، ونسف حلم شعبنا وحق شعبنا في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، هذا المشروع والمخطط الذي تنوي الحكومة الاسرائيلية تنفيذه خلال المرحلة القادمة تأسيساً على اقامة واستكمال الجدار العنصري وتهويد القدس وتوسيع المستوطنات الاسرائيلية والاستيلاء على الأغوار وضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية وإغلاق الباب أمام شعبنا في ممارسة حقه في العودة، ومن أجل المحافظة على منجزات ومكتسبات شعبنا التي حققها من خلال مسيرة كفاحه الطويل ووفاءً لشهداء شعبنا العظيم وعذابات أسراه وأنات جرحاه، وانطلاقاً من أننا ما زلنا نمر في مرحلة تحرر طابعها الاساسي وطني ديمقراطي ما يفرض استراتيجية سياسية كفاحية متناسبة مع هذا الطابع، ومن أجل انجاح الحوار الوطني الفلسطيني الشامل، واستناداً الى إعلان القاهرة والحاجة الملحة للوحدة والتلاحم، فإننا نتقدم بهذه الوثيقة (وثيقة الوفاق الوطني) لشعبنا العظيم الصامد المرابط، والى الرئيس محمود عباس أبو مازن، وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، والى رئيس الحكومة اسماعيل هنية، ومجلس الوزراء، والى رئيس المجلس الوطني الفلسطيني وأعضائه، ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني وأعضائه، وإلى كافة القوى والفصائل الفلسطينية، والى كافة المؤسسات والمنظمات الأهلية والشعبية، وقيادة الرأي العام الفلسطيني في الوطن والمنافي. آملين اعتبار هذه الوثيقة كلاًّ متكاملاً وأن تلقى دعم ومساندة وموافقة الجميع وتسهم بشكل أساسي في التوصل الى وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني:-
حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)
حركة المقاومة الاسلامية (حماس)
حركة الجهاد الاسلامي
الجبهة الديمقراطية
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ملاحظة: حركة الجهاد الاسلامي تحفظت على البند المتعلق بالمفاوضات .
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647 القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14 حي المصايف، رام الله الرمز البريدي P6058131
للانضمام الى القائمة البريدية
|