لم يكن اختيار مؤسسة "مفتاح" "عين اللوزة" في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى - وهو حي شعبي فقير قائم على خاصرة القدس الجنوبية - لتنفيذ مشروع دعم عدد من نساء الحي وتمكينهن اقتصاديا عبثيا، بل كان إدراكا من القائمين على تنفيذ المشروع لدواعيه وأهميته من حيث التوقيت وتأثيره على المستفيدات منه وعلى أسرهنّ. ما تحقق من انتشار ونجاح لمشروع التصنيع الغذائي والأكلات الشعبية، الممول من "مفتاح"– من خلال مشروع" دعم المجتمعات المحلية بمشاريع صغيرة مدرة للدخل" بدعم من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، يعكس توجهات على غاية من الأهمية في دعم النساء الفلسطينيات في القدس المحتلة وتمكينهن اقتصاديا، في واقع صعب يعيشه المقدسيون وتعيشه الأسر الفلسطينية هناك حيث الاحتلال، وحيث سياساته التي تضرب عصب الحياة هناك لتقوض صمود المواطنين.
انطلاق المشروع فمنذ انطلاق مشروع التصنيع الغذائي "لقمة مقدسية شهية"، والذي انطلق قبل نحو أربعة شهور بهمّة خمس من النساء في حي "حين اللوزة"، بدأت المستفيدات يحققن النجاح اللواتي سعين إليه من خلال ما عاد عليهن من مردود بدأ متواضعا، وهو الآن في ارتفاع مستمر، وسط إقبال كبير من المجتمع المحلي هناك. في هذا تقول فائدة حلبية وهي واحدة من خمس نساء مقدسيات يتشاركن في مشروع التصنيع الغذائي: " المشروع عبارة عن معجنات وتصنيع غذائي يتم توريده وتسويقه في مجتمعنا المحلي بناء على طلبات وتواصي توفر احتياجات كثير من البيوت من الطعام الجاهز. بدأنا العمل بهذا المشروع نحن النسوة الخمس قبل أربعة شهور من خلال المركز النسوي وتواصلنا مع مؤسسة "مفتاح" والتي قدمت لنا الدعم والمساعدة اللازمين، وتمكنا منذ انطلاق المشروع وحتى الآن من تحقيق نجاح مهم في تأمين مصادر دخل لكل واحدة منا.. بدأنا ب200 شيكل دخلا شهريا، ارتفع بعد ذلك إلى 500 شيكل، ومن ثم زاد الدخل إلى 700 شيكل، أما اليوم فالمدخول الشهري الصافي لكل واحدة منا وصل إلى 1000 شيكل، ونتوقع زيادة خلال الشهور القادمة، علما بأن الأرباح التي نتقاسمها هي صافي أرباحنا بعد تسديد أجرة المحل ودفع فواتير الماء والكهرباء، وأية مصاريف أخرى خاصة بالمشروع".
آمال وطموحات تأمل فائدة حلبية بأن يتوسع المشروع وأن تتضاعف أرباح المستفيدات منه، علما بأنهن جميعهن ربات بيوت ويساعدهن أسرهن، لكن الأثر الأهم منه هو تعزيز ثقة كل واحدة منا بنفسها من خلال ما ينسجنه من علاقات ثقة وتواصل مع مجتمعهن المحلي. تضيف:" نصنع هنا كافة المواد الغذائية المصنعة كالمخللات بأنواعها المختلفة، والحلويات بجميع صنوفها، إضافة إلى تلبية طلبيات الطعام الجاهز بكل أنواعه وصنوفه، ومنها المعجنات حيث نصنع قطعا صغيرة من البيتزا بسعر شيكل واحد غالبية طالبيها تلاميذ المدارس في منطقتنا".
تحديات التحديات قائمة فعلا بالنسبة للمستفيدات من المشروع، ولكل مشروع هو في بداياته. تقول فائدة:" حين الحديث عن التحديات، لا بد أن نشير إلى أننا في القدس، وفي سلوان تحديدا الواقعة إلى الجنوب من البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وهي من البلدات المستهدفة يوميا بحملات المداهمة الضريبية والإغلاقات وممارسات الجنود والمستوطنين، إضافة إلى تحدّ متعلق بإيجارات المحال المرتفعة. "نحنا بنشتغل بإيدينا واسناننا حتى نحصّل إيجار المحل وما يدق علينا صاحب المحل وينكسر علينا الإيجار...". مع ذلك، هذه التحديات تقوينا ولا تضعفنا بل تترك أثرا أيضا على نساء المنطقة اللواتي يرقبن ما نقوم به ما يعزز ثقتنا بأنفسنا ونجلب لنا احترام وثقة أهالي المنطقة خاصة النساء".
استمرارية الدعم أخيرا، تأمل النساء الخمس في هذا المشروع أن يستمر الدعم المقدم لمشروعهن لديمومة استمراره وتوسعه سواء من قبل مؤسسة "مفتاح" التي قدمت لهن الفرصة الأهم في انطلاقه، أو من قبل مؤسسات أخرى تهتم بالقدس وأهلها وبتمكين نسائها. في هذا تقول فائدة:" نحن اليوم بحاجة ماسة لثلاجة لعرض المشروبات الباردة والمياه المعدنية. كما نحتاج إلى ثلاجة أخرى لعرض منتجاتنا فيها أمام الجمهور بما يساعد في تسويقه وجذب زبائن جدد وفي كل هذا دعم للمشروع يبقيه ويحافظ على ديمومته".
اقرأ المزيد...
بقلم: مفتاح
تاريخ النشر: 2022/6/30
بقلم: مفتاح
تاريخ النشر: 2022/4/28
بقلم: مفتاح
تاريخ النشر: 2022/2/7
|