بعد ثمانية عشر عاما من عضويته في الاتحاد العام لطلبة فلسطين، اكتشف أشرف طه من القيادات الشابة، أنه كان يفترض أن يحظى بعضوية المجلس الوطني الفلسطيني قبل ثمانية عشر، لكن تحقق لأشرف أخيرا أن يكون عضوا في هذا المجلس في دورته الأخيرة التي عقدت نهاية نيسان من العام الحالي. كان أشرف واحداً من القيادات الشابة ممن شاركوا بفاعلية في سلسلة من الجلسات والنقاشات الحوارية التي نظمتها "مفتاح" العام المنصرم وواصلتها خلال العام الجاري، إلى جانب ممثلين عن الفصائل السياسية والأطر الطلابية والمجموعات الشبابية، ودوائر منظمة التحرير المختلفة والاتحادات الشعبية، ومجالس اتحاد الطلبة في الجامعات الفلسطينية، وتم خلالها مناقشة أهم التعديلات في النظام الداخلي للاتحاد العام لطلبة فلسطين بما يضمن تمثيلا عادلا للشباب، وتحديد أعمار أعضاء الاتحاد العام لطلبة فلسطين وهيئاته القيادية، وإتاحة الفرصة أيضا لتمثيل تستحقه الشابات أيضا في هذا الاتحاد. اليوم يتذكر أشرف تلك الجلسات الحوارية ويتحدث عن أهميتها، خاصة أنه بات عضوا في المجلس الوطني، ولم يتردد بعد نيله تلك العضوية أن يرشح لتخلفه في منصبه بعد الدورة الحالية شابة في مقتبل العمر، وقد جاوز هو اليوم سن الأربعين. كان لتلك الجلسات الحوارية فائدة كبرى في تذكير المشاركين فيها من الشباب ومن مختلف الفصائل بأهمية وجودهم ودورهم كشباب في مواقع صنع القرار، وأن يكون للمرأة مكانتها التي تستحقها في هذه الأطر، وهو ما عكسته الوثيقة الشبابية التي تمثل شبيبة مختلف الفصائل، باعتبارها الضمن لضخ دماء جديدة وتفعيل ما هو قائم وتجديد حيويته وشرعيته. يقول أشرف:" جلسات "مفتاح" الحوارية جاءت في توقيت مناسب جدا، وقد ساهمت إلى حد كبير في تقريب وجهات النظر بين شبيبة الفصائل بمسمياتها المختلفة، وبنت شبكة متماسكة معززة بالثقة بين هؤلاء الشباب، وانعكست هذه النتائج فيما أدرناه كشباب من نقاشات داخل المجلس عن دور الشباب سواء ما تعلق منه بسن الترشح، أو غير ذلك من قضايا ما جعل قيادات الفصائل تحسب لشبيبتها الحساب وتقتنع بأهمية دورها". فيما ذكره طه، وتعليقا عليه، يقول حسن محاريق، منسق المشروع في "مفتاح":" لقد كثرت الدراسات والتحليلات التي تناولت الأسباب الكامنة وراء ضعف مشاركة الشباب في الحياة العامة ومنها المشاركة السياسية، حيث كانت في معظمها تصطدم بالواقع الذي يعيشه المجتمع الفلسطيني، كونه يعاني من الإجراءات اليومية لسلطات الاحتلال، من اعتقالات يومية وإغلاقات مستمرة، أو من خلال الاستهداف المباشر لهؤلاء الشباب، وفي وقت يتسم فيه المجتمع الفلسطيني بكونه مجتمعاً ذكورياً، يعاني انقساماً سياسياً في ظل سيطرة لقيادة تقليدية، ترغب في الحفاظ على الوضع القائم دون المساس به، وانطلاقا من هذا الواقع، بحثت "مفتاح" عن إجابة وافية، من خلال تنفيذ دراسة معمقة لمؤسسات النظام السياسي الفلسطيني، ومن أبرزها منظمة التحرير الفلسطينية والوقوف على أهم المعوقات داخل هذه الأطر واستنباط الحلول في مسعى جدي لتحقيق تمثيل حقيقي للشباب من خلال تفعيل مؤسساته في النظام السياسي الفلسطيني". يضيف محاريق:"اتخذت "مفتاح" من الاتحاد العام لطلبة فلسطين المساحة التي بنت مجمل تدخلاتها لخدمة تفعيل هذا الاتحاد، متخذة من أهمية هذا الجسم الشبابي منصة حقيقية لتمثل الشباب داخل أطر صناعة القرار وضامنا لتسلسلهم الهرمي في مؤسسات منظمة التحرير كونه القناة الشرعية لتمثيلهم في كافة الاتحادات والأطر التي تتشكل منها منظمة التحرير. وكفلت "مفتاح" من خلال سلسلة الاجتماعات والحوارات التي عقدتها خلال العام 2017، وتواصلت خلال العام الجاري تمثيل جميع الأطراف الفاعلة وذات العلاقة المباشرة من ممثلين عن الفصائل السياسية والأطر الطلابية والمجموعات الشبابية، ودوائر منظمة التحرير المختلفة والاتحادات الشعبية، ومجالس اتحاد الطلبة في الجامعات الفلسطينية بغية الحصول من الفصائل على التزام بضرورة تفعيل الاتحاد العام لطلبة فلسطين، حيث نوقشت أهم التعديلات في النظام الداخلي للاتحاد العام لطلبة فلسطين بما يضمن تمثيلا عادلا للشباب الفلسطيني المتواجد في الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال اعتبار كل جامعة فلسطينية فرعا قائما بحد ذاته للاتحاد، بالإضافة إلى تحديد أعمار أعضاء الاتحاد وهيئاته القيادية، وتمثيل الشابات أيضا بنسبة لا تقل عن 30% استنادا إلى قرار المجلس المركزي، حيث تم ترجمة هذه المطالب في ورقة سياسات عامة على طاولة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير كتوصيات لاعتمادها بعد النظر والبتّ فيها. في حين دلت مشاركة ممثلي الأطر الطلابية في الفصائل السياسية في تلك الحوارات، على طموح لدى هؤلاء بضرورة تفعيل الأجسام الشبابية ضمن النظام السياسي الفلسطيني، فترشح عدد منهم لعضوية المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الأخيرة، ونال بعضهم عضويته كممثلين عن الشبيبة لدى فصائلهم السياسية، ما شكل نجاحا لجميع الجهود التي بذلت على مدى الفترة الماضية، من قبل "مفتاح"، وساهمت في بلورة الجهود الوطنية وتوجيهها نحو الاهتمام بقضية حيوية ذات أثر مباشر في تجديد شرعية جزء من مكونات النظام السياسي الفلسطيني من خلال تفعيل الاتحاد العام لطلبة فلسطين، ووضعه ضمن أولويات العمل السياسي للشباب بترجمته إلى أجندة سياسية شبابية تشكل خارطة طريق لأولويات ومطالب الأطر والشبكات الشبابية. الجدير ذكر، أن "مفتاح" ومن خلال جلساتها الحوارية والتشاورية آنفة الذكر حصدت إجماعا على وثيقة الشباب السياسية، المتضمنة تصورهم لشكل الدولة الفلسطينية والنظام السياسي، بما في ذلك أسس المواطنة وما يناط بها من حقوق وواجبات، حيث تم تبنى بنود الوثيقة من معظم الفصائل الفلسطينية والكتل الطلابية والمؤسسات الشبابية والمجلس الأعلى للشباب والرياضة ، وخرج عن سلسلة الحوارات والمشاورات تلك ورقة سياسات أكدت على بنود الوثيقة والتزام جميع الأطراف بدعم جهود الشباب في المشاركة السياسية وتعزيز تمثيلهم في مستويات صنع القرار السياسي.
اقرأ المزيد...
بقلم: مفتاح
تاريخ النشر: 2022/6/30
بقلم: مفتاح
تاريخ النشر: 2022/4/28
بقلم: مفتاح
تاريخ النشر: 2022/2/7
|