الحقوق الاقتصادية للمرأة المقدسية واقع مرهق وانتهاكات جسيمة
الموقع الأصلي:
المقدمة: تواجه النساء والفتيات المقدسيات تحديات اقتصادية من نوع خاص تجعل قدرتهن على المشاركة في عملية التنمية الفلسطينية شبه مستحيلة، بل تجعل من حياتهن البسيطة كابوساً بسلسلة من الصعوبات وتحديداً مع غياب الجهات الرقابية الدولية واستمرار انتهاكات واعتداءات الاحتلال. فالمقدسيات يعشن واقعاً اقتصادياً مقلقاً، ينعكس على كافة نواحي حياتهن ويستنزف قدراتهن ويقوّض طموحاتهن. تعكس هذه الورقة أبرز ما توصل له بحث طورته جمعية "عباد الشمس" مع مؤسسة "مفتاح" للوقوف على الواقع الاقتصادي للمرأة الفلسطينية في ظل انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة لتوثيق الانتهاكات وتحليل أثر الانتهاكات في تعطيل مساهمة النساء المقدسيات في تعزيز التنمية المستدامة للاقتصاد الفلسطيني أسوة بغيرهن من النساء الفلسطينيات. إحصائيات ومؤشرات حول الواقع الاقتصادي الهشّ للمرأة والفتاة المقدسية: تنفرد القدس بالنسبة لمعايير المعيشة بخصوصية تجعلها تختلف في أوضاعها عن كافة المحافظات الفلسطينية؛ فمحافظة القدس تقع ضمن اقتصاد مغاير وأسعار مرتفعة مقارنة بالأسعار في بقية المحافظات الفلسطينية:
الممارسات الاحتلالية تشوّه الواقع الاقتصادي للنساء وتدمره أولاً: التمييز بسبب الهوية الفلسطينية تفرض إسرائيل العديد من الممارسات للضغط على المقدسيات لتغيير هويتهن الفلسطينية والانصهار في المجتمع الاسرائيلي، ومنها فرض اللغة العبرية حيث أن فرص العمل والوثائق المتعلقة بالمؤسسات والمعاملات الاقتصادية والمالية والبنكية كلها باللغة العبرية، التمييز في التوظيف والحصول على عمل ملائم، حيث بلغ معدل النساء المقدسيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25 و64 عاماً للواتي تشاركن في القوى العاملة في القدس أل %22 فحسب. وتقتصر الوظائف ذات الجودة العالية على مؤسسات القدس الغربية، ويعاني المقدسيون من تمييز عنصري تقوده المؤسسات والشركات الإسرائيلية. ثانياً: أعباء اقتصادية مرتبطة بالسكن وجدار الفصل العنصري والحصار المفروض على المدينة: تؤثر الضرائب الإسرائيلية على السكن سلباً وبشكل واضح على قدرة النساء في الحصول على مسكن، حيث أن معدل سعر الشقة السكنية شرقي القدس بمساحة 100 متر مربع يتراوح بين 400 ألف و800 ألف دولار، وإيجار الشقة بالمساحة نفسها ما بين 800 و1500 دولار وربما أكثر. فقدت النساء جزءً كبيراً من ممتلكاتها وأراضيها وثرواتها الطبيعية التي صادرتها اسرائيل بمجرد احتلالها ما يقارب 26300 دونم لغرض بناء المستوطنات الإسرائيلية، وبالتالي فقدت حقها الطبيعي بتناقل تلك الثروات والانتفاع منها.
ثالثاً: النساء الرياديّات... تحديّات صادمة تعاني الرياديّات في المدينة من عدة تحديات أهمها، قلة الخبرة، وغياب المهارات اللازمة للمنافسة، وغياب التخصص وفقاً للاحتياجات التنموية، وعدم توفر رأس مال مناسب لتطوير وإدارة المشاريع والتسويق، وتربصّ سلطات الاحتلال بهنّ. تقول السيدة علا بوجيه: "عانيت من السرطان لأكثر من 16 سنة، سنوات العلاج والمسكّنات أبعدتني عن عائلتي، وكنت أراها تتدمر أمامي.. .... قررت أن أتمالك نفسي وأبدأ مشروعي، فأنشأت (استبرق)، تعرضت أربع مرات لمصادرة بضائعي بعد اقتحامات سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمعارض نسوية شاركت فيها. على الرغم من أن مؤسسة التأمين الوطني الاسرائيلية صنفتني كعاجزة، إلا أن بلدية الاحتلال حجزت علي لضريبة الأرنونا بمبالغ كبيرة، المياه تسيل على بيتي في الشتاء وهناك خطر من تماس كهربائي، تتحمل العائلة ديون بما بزيد عن (200) ألف شيكل. تأملت أن يساهم مشروعي في تحسين ظروفنا الاقتصادية، إلا أن ممارسات سلطات الاحتلال تحول دون ذلك". نتائج الدراسة: ركزت ورقة الحقائق على عينة دراسية من أفراد = يعانون من دخل محدود في محيط خط الفقر في اسرائيل، الذي بـلغ (2811 شيكل للفرد، ولعائلة مؤلفة من والدين وثلاثة أولاد 10,543 شيكل)، وتبلغ نسبة النساء اللواتي ينحدرن من مناطق الريف في المدينة 23.3%، وتعرضت منهن ما نسبته 71.4% لانتهاكات تتعلق بحقوقهن كنساء وفتيات ريفيات.
الحقوق الاقتصادية والاتفاقية الدولية ضمنت الاتفاقيات الدولية الحقوق الاقتصادية للنساء المقدسيات باعتبارها حقوقاً أساسية، وأكدت على حق تقرير الشعوب مصيرها بنفسها، وهي بمقتضى هذا الحق حرّة في السعي لتحقيق نمائها الاقتصادي والتصرف الحر بثرواتها ومواردها الطبيعية، ولا يجوز في أية حال حرمان أي شعب من أسباب عيشه الخاصة. هل تلتزم اسرائيل بتعزيز الواقع الاقتصادي للنساء المقدسيات وفق ما نصت عليه الاتفاقيات الدولية؟
للاطلاع على ورقة الحقائق بصيغة PDF الاتحاد الأوروبي غير مسؤول عما ورد بهذه الورقة من معلومات.
http://www.miftah.org |