رام الله – سارة ورماح وآية ثلاث فتيات من قريتي بيت اكسا وبيت دقو شمال غرب القدس التقين واجتمعن على فكرة مشروع لم يسبقهنّ إليه فتيات في مقتبل العمر أو حتى نظرائهم من الشباب الطامح إلى أن يؤسس لنفسه مشروعاً خاصاً به يستعين من خلاله على مواجهة متطلبات الحياة اليومية، ويمنحه الحافز نحو الاستقلالية الاقتصادية وتطوير ذاته وتعزيز ثقته بقدراته وإمكانياته. أولى الخطوات للفتيات الثلاث هؤلاء في هذا الطريق كانت مؤسسة "مفتاح" التي تعمل بشكل مستمر على دعم النساء الفلسطينيات في محافظات الضفة الغربية وبالتركيز على محافظة القدس، من خلال مشاريع صغيرة مُدرّة للدخل. سارة ورماح لا زالتا طالبتان جامعيتان إلى جانب زميلتهما آية التي أنهت دراستها وتفرغت اليوم للعمل بمشروع رأين أن مجتمعهن المحلي دائم الحديث عنه ويلبي احتياجات منطقتهن التي تشهد حركة بناء نشطة مع ما يستدعيه هذا الواقع من سهولة الحصول على مواد البناء بما في ذلك روافع الحديد (الجكات والزوايا). بالنسبة لسارة لقيانية من قرية بيت اكسا والتي أتمت دراسة في التصميم والديكور كان اختيارها وزميلاتها لمشروع تأجير مواد البناء تلبية لحاجة مجتمعها المحلي - كما تقول -، ولم يسبقهن لفكرته أحد من نساء أو فتيات. في هذا تقول سارة:" مشروعي عبارة عن تأجير مواد بناء (جكات وزوايا حديدية)، وهو مشروع ربما لم تعتد عليه الفتيات أو النساء سواء هنا في قريتينا أو في مناطق أخرى، حيث كان يجري الحديث دائماً عن مشاريع التصنيع الغذائي أو الأشغال التطريزية. أنا وزميلتي أردنا أن يكون لنا مشروعاً مختلفاً خاصاً بنا، ومنه نعتمد فيه على أنفسنا، لذا اخترنا مشروعاً لم يسبقنا إليه أحد وهذا ما حدث فعلا". تضيف سارة:" لقد درست التصميم والديكور، وعملت في السابق في هذا المجال، ولطالما عملت في مواقع العمل الميداني. ومن مواقع العمل تلك، ومن جلسات عديدة من عائلتي ومع الناس هنا في قريتي لطالما سمعتهم يتحدثون عن شراء مواد بناء وتأجيرها من محال خارج القرية ومناطق سكناهم، ومن هنا ولدت لدي فكرة المشروع، وقلت في نفسي : لماذا لا يكون لي مثل هذا المشروع لأحقق الاستفادة المؤكدة منه، لذا سارعت إلى عرض فكرة المشروع على زميلتيّ فتشجعتا وكانت بالنسبة لنا فكرة رائعة، لاقت الدعم والتأييد من ذوينا، ومن مجتمعنا المحلي حيث نقطن، الذي وجد طريقاً سهلاّ وسريعا للحصول على مواد البناء اللازمة، ودون عناء، في حين تلقينا نحن عائداً مادياً جيداً، ونتمنى اليوم أن نتوسع فيه مستقبلاً، وأن يتواصل دعم مؤسسة "مفتاح" لنا الذي وضعنا منذ البداية على أول الطريق". دعم مثل هذه المشاريع الحيوية بالنسبة للنساء الفلسطينيات في عدد من محافظات الضفة الغربية، يعد واحداً من التدخلات التي تنفذها "مفتاح" منذ سنوات ضمن مشروع تقوية النساء من خلال المشاريع الصغيرة المدرة للدخل بالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي. تقول حنان سعيد منسقة المشروع في "مفتاح".. " انطلاقاً من قصص النجاح التي حققها المشروع من حيث التأثير والتغيير في واقع أكثر من 400 من النساء الفلسطينيات وعائلاتهن، سواء اللواتي يقطن في الريف او المدينة وفي المناطق المهمشة من خلال تمكينهنّ وتحسين واقعهنّ الاجتماعي والاقتصادي، استطاعت "مفتاح" من خلال تدخلاتها الوصول للنساء وخاصة المهمشات في أكثر من 70 موقعا في محافظة أريحا والأغوار، محافظة رام الله والبيرة ومحافظة القدس، حيث تستكمل "مفتاح" بشكل شبه سنوي بالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي الوصول الى مجموعات جديدة من النساء وضمن مناطق مختلفة لتقديم الدعم اللازم بما يساهم من تعزيز مشاركتهن الاقتصادية في المجتمع الفلسطيني وبدعمٍ منه بالتركيز على القدس ومحيطها". وتتطلع "مفتاح" من خلال الدعم المقدم للنساء إلى زيادة فرص النساء خصوصاً الشابات منهن وتمكينهن من المشاركة في سوق العمل، والقيام بدور فاعل ومؤثر يعكس النمط الإيجابي للمشاركة الاقتصادية للمرأة ويرفع من واقع النساء في مجتمعاتهن، آخذين بعين الاعتبار احتياجات النساء المهمشات من خلال تمكينهن اقتصادياً عبر منح اقتصادية تمرر لمجموعات النساء المصنفات أقل حظاً في المجتمعات المحلية.
اقرأ المزيد...
بقلم: مفتاح
تاريخ النشر: 2022/6/30
بقلم: مفتاح
تاريخ النشر: 2022/4/28
بقلم: مفتاح
تاريخ النشر: 2022/2/7
|